٥٥قوله تعالى : { إِذْ قَالَ اللّه : يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } فيه أربعة أقاويل : أحدها : معناه إني قابضك برفعك إلى السماء من غير وفاة بموت ، وهذا قول الحسن ، وابن جريج ، وابن زيد . والثاني : متوفيك وفاة نوم للرفع إلى السماء ، وهذا قول الربيع . والثالث : متوفيك وفاة بموت ، وهذا قول ابن عباس . والرابع : أنه من المقدم والمؤخر بمعنى رافعك ومتوفيك بعده ، وهذا قول الفراء . وفي قوله تعالى : { وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } قولان : أحدهما : رافعك إلى السماء . والثاني : معناه رافعك إلى كرامتي . { وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا } فيه قولان : أحدهما : أن تطهيره منهم هو منعهم من قتله . الثاني : أنه إخراجه من بينهم . { وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } فيه تأويلان : أحدهما : فوقهم بالبرهان والحجة . والثاني : بالعز والغلبة . وفي المعنيّ بذلك قولان : أحدهما : أن الذين آمنوا به فوق الذين كذّبوه وكذَبوا عليه ، وهذا قول الحسن ، وقتادة ، والربيع ، وابن جريج . والثاني : أن النصارى فوق اليهود ، لأن النصارى أعز واليهود أذل ، وفي هذا دليل على أنه لا يكون مملكة إلى يوم القيامة بخلاف الروم . |
﴿ ٥٥ ﴾