٧٥

قوله تعالى : { وَمِن أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّه إِلَيكَ } اختلفوا في دخول الباء على القنطار والدينار على قولين :

أحدهما : أنها دخلت لإلصاق الأمانة كما دخلت في

قوله تعالى : { وَلِيَطَّوَّفُوا بِالْبَيتِ الْعَتِيقِ } " [ الحج : ٢٩ ] .

والثاني : أنها بمعنى { على } وتقديره : ومن أهل الكتاب من إن تأمنه على قنطار .

{ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيهِ قَائِماً } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : إلا ما دمت عليه قائماً بالمطالبة والإقتضاء ، وهذا قول قتادة ، ومجاهد .

والثاني . بالملازمة .

والثالث : قائماً على رأسه ، وهو قول السدي .

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَالُوا : لَيسَ عَلَينَا فِي الأُمِّيِينَ سَبِيلٌ } يعني في أموال العرب ، وفي سبب استباحتهم له قولان :

أحدهما : لأنهم مشركون من غير أهل الكتاب ، وهو قول قتادة ، والسدي .

والثاني : لأنهم تحولوا عن دينهم الذي عاملناهم عليه ، وهذا قول الحسن وابن جريج ، وقد روى سعيد بن جبير قال : لما نزلت هذه الآية قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { كَذَّبَ اللّه أَعْدَاءَ اللّه ، مَا مِن شَيءٍ كَانَ في الجَاهِليَّةِ إلاَّ وَهُوَ تَحتَ قَدَميَّ إلاَّ الأمَانَةَ فَإنَّها مُؤَدَّاةٌ إِلَى الَبرِّ وَالفَاجِرِ }.

﴿ ٧٥