٩٣

{ كلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَآئِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَآئِيلُ عَلَى نَفْسِهِ } سبب نزول هذه الآية أن اليهود أنكروا تحليل النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) لحوم الإبل ، فأخبر اللّه تعالى بتحليلها لهم حين حرَّمها إسرائيل على نفسه ، لأنه لما أصابه وجع العرق الذي يقال له عرق النسا ، نذر تحريم العروق على نفسه ، وأحب الطعام إليه ، وكانت لحوم الإبل من أحب الطعام إليه .

واختلفوا في تحريم إسرائيل على نفسه هل كان بإذن اللّه تعالى أم لا _ على اختلافهم في اجتهاد الأنبياء على قولين :

أحدهما : لم يكن إلا بإذنه وهو قول من زعم أن ليس لنبي أن يجتهد .

والثاني : باجتهاده من غير إذن ، وهو قول من زعم أن للنبي أن يجتهد .

واختلفوا في تحريم اليهود ذلك على أنفسهم على قولين :

أحدهما : أنهم حرموه على أنفسهم اتباعاً لإسرائيل .

والثاني : أن التوراة نزلت بتحريمها فحرموها بعد نزولها ، والأول أصح .

﴿ ٩٣