١٣٥

{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُم } أما الفاحشة ها هنا ففيها قولان :

أحدهما : الكبائر من المعاصي .

والثاني : الربا وهو قول جابر والسدي .

{ أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُم } قيل المراد به الصغائر من المعاصي .

{ ذَكَرُواْ اللّه فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِم } فيه قولان :

أحدهما : أنهم ذكروه بقلوبهم فلم ينسوه ، ليعينهم ذكره على التوبة والاستغفار .

والثاني : ذكروا اللّه قولاً بأن قالوا : اللّهم اغفر لنا ذنوبنا ، فإن اللّه قد سهل على هذه الأمة ما شدد على بني إسرائيل ، إذ كانوا إذا أذنب الواحد منهم أصبح مكتوباً على بابه من كفارة ذنبه : إجدع أنفك ، إجدع أذنك ونحو ذلك ، فجعل الاستغفار ، وهذا قول ابن مسعود وعطاء بن أبي رباح .

{ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّه وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُواْ } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : أنه الإصرار على المعاصي ، وهو قول قتادة .

والثاني : أنه مواقعة المعصية إذا هم بها ، وهو قول الحسن .

والثالث : السكوت على المعصية وترك الاستغفار منها ، وهو قول السدي .

والرابع : أنه الذنب من غير توبة .

{ وَهُم يَعْلَمُونَ } أنهم قد أتوا معصية ولا ينسونها ، وقيل : معناه وهم يعلمون الجهة في أنها معصية .

﴿ ١٣٥