١٩يا أيها الذين . . . . . قوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَآءَ كَرْهاً } . وسبب ذلك أن أهل المدينة في الجاهلية كانوا إذا مات أحدهم عن زوجة ، كان ابنه وقريبه أولى بها من غيره ومنها بنفسها ، فإن شاء نكحها كأبيه بالصداق الأول ، وإن شاء زوجها وملك صداقها ، وإن شاء عضلها عن النكاح حتى تموت فيرثها أو تَفْتَدِي منه نفسها بصداقها ، إلى أَنْ تُوفِّيَ أبو قيس بن الأسلت عن زوجته كبيشة بنت معن بن عاصم فأراد ابنه أن يتزوجها فجاءت إلى النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) فقالت يا نبي اللّه لا أنا ورثت زوجي ، ولا أنا تُرِكْتُ فأُنْكَح ، فنزلت هذه الآية . { وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ } فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنه خطاب لورثة الأزواج أن [ لا ] يمنعوهن من التزويج كما ذكرنا ، وهذا قول ابن عباس ، والحسن ، وعكرمة . والثاني : أنه خطاب للأزواج أن [ لا ] يعضلوا نساءهم بعد الطلاق ، كما كانت قريش تفعل في الجاهلية وهو قول ابن زيد . والثالث : أنه خطاب للأزواج أن [ لا ] يحبسواْ النساء كرهاً ليفتدين نفوسهن أو يَمُتْنَ فيرثهن الزوج ، وهذا قول قتادة ، والشعبي ، والضحاك . والرابع : أنه خطاب للأولياء وهذا قول مجاهد . { إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبِّينَةٍ } فيها ها هنا ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها الزنى ، وهو قول الحسن ، وأبي قلابة والسدي . والثاني : أنها النشوز ، وهو قول ابن عباس ، وعائشة . والثالث : أنها البذاء والأذى . وقد روي عن مقسم في قراءة ابن مسعود { وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا ءَاتَيتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يُفْحِشْنَ } . { فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّه فِيهِ خَيراً كَثِيراً } قال ابن عباس : يعني الولد الصالح . |
﴿ ١٩ ﴾