٢٥قوله تعالى : { وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتَ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ } في الطوْل ثلاثة أقوال : أحدها : أنه الغنى والسعة الموصل إلى نكاح الحرّة ، وهذا قول ابن عباس ، وقتادة ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، والسدي ، وابن زيد ، والشافعي ، ومالك . والقول الثاني : هو أن تكون تحته حرة ، وهو قول أبي حنيفة . والقول الثالث : هو الهوى وهو أن يهوى أَمَةً فيجوز أن يتزوجها ، إن كان ذا يسار وكان تحته حرة ، وهذا قول جابر ، وابن مسعود ، والشعبي ، وربيعة ، وعطاء . وأصل الطَوْل الفضل والسعة ، لأن المعنى كالطول في أنه ينال به معالي الأمور ، ومنه قولهم ليس فيه طائل أي لا ينال به شيء من الفوائد ، فكان هو الأصح من تأويلاته . واختلف في إيمان الأمَةِ هل هو شرط في نكاحها عند عدم الطَوْل على قولين : أحدهما : أنه شرط لا يجوز نكاح الأَمَةِ نكاح الأَمَةِ إلا به ، وهو قول الشافعي . والثاني : أنه ندب وليس بشرط ، فإن تزوج غير المؤمنة جاز ، وهو قول أبي حنيفة . قوله تعالى : { مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ } يعني بالمسافحة : المعلنة بالزنى . { وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ } هو أن تتخذ المرأة خدناً وصديقاً ولا تزني بغيره ، وقد كان أهل الجاهلية يحرمون ما ظهر من الزنى ، ويستحلون ما بطن ، فأنزل اللّه تعالى : { وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } . { فَإِذَا أُحْصِنَّ } قرأ بفتح الألف حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم ، ومعنى ذلك أسلمن ، فيكون إحصانها ها هنا إسلامها ، وهذا قول ابن مسعود ، والشعبي ، وروى الزهري قال : جَلَدَ عمر ولائد أبكاراً من ولائد الإمارة في الزنى . وقرأ الباقون بضم الألف ، ومعنى ذلك تزوجن ، فيكون إحصانها ها هنا تزويجها ، وهذا قول ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن . { فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ } يعني بها ها هنا الزنى . { فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ } يعني نصف حد الحرة . { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : الزنى ، وهو قول ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وابن زيد ، وبه قال الشافعي . والثاني : أن العنت الإثم . والثالث : أنه الحد الذي يصيبه . والرابع : هو الضرر الشديد في دين أو دنيا . وهو نحو قوله تعالى : { وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ } " [ آل عمران : ١١٨ ] . { وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرُ لَّكُمْ } يعني الصبر عن نكاح الأمَةِ لئلا يكون ولده عبداً . |
﴿ ٢٥ ﴾