٣٦واعبدوا اللّه ولا . . . . . { وَاعْبُدُواْ اللّه وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } معناه واستوصوا بالوالدين إحساناً . { وَبِذِي الْقُرْبَى } هم قرابة النسب من ذوي الأرحام . { وَالْيَتَامَى } جمع يتيم وهو من مات أبوه لم يبلغ الحلم . { وَالْمَسَاكِينِ } جمع مسكين وهو الذي قد ركبه ذل الفاقة والحاجة فيتمسكن لذلك . { وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى } فيه قولان : أحدهما : بمعنى ذي القرابة والرحم وهم الذين بينك وبينهم قرابة نسب ، وهذا قول ابن عباس ، ومجاهد . والثاني : يعني الجار ذي القربى بالإسلام . { وَالْجَارِ الْجُنُبِ } فيه قولان : أحدهما : الجار البعيد في نسبه الذي ليس بينك وبينه قرابة ، وهو قول ابن عباس ومجاهد . والثاني : أنه المشرك البعيد في دينه . والجنب في كلام العرب هو البعيد ، ومنه سُمي الجنب لاعتزاله الصلاة حتى يغتسل ، قال الأعشى بن قيس بن ثعلبة : أتيت حُريثاً زائراً عن جنابةٍ فكان حريث في عطائي جامداً { وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنه الرفيق في السفر ، وهو قول ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة . والثاني : أنها زوجة الرجل التي تكون في جنبه ، وهو قول ابن مسعود . والثالث : أنه الذي يلزمك ويصحبك رجاء نفعك ، وهو قول ابن زيد . وروي عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) أنه قال : { كُلُّ صَاحبٍ يَصْحَبُ صَاحِباً مَسْئُولٌ عَنْ صَحَابَتِهِ وَلَوْ سَاعةً مِن نَّهَارٍ }. وروى عبد اللّه بن عمر عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) أنه قال : { خَيرُ الأَصْحَابِ عِندَ اللّه خَيرُهُمْ لِصَاحِبِهِ ، وَخَيرُ الجيرانِ عِندَ اللّه خَيرُهُمْ لِجَارِهِ }. { وَابْنِ السَّبِيلِ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه المسافر المجتاز مَارّاً ، وهذا قول مجاهد ، وقتادة ، والربيع . والثاني : هو الذي يريد سفراً ولا يجد نفقة ، وهذا قول الشافعي . والثالث : أنه الضعيف ، وهو قول الضحاك . والسبيل الطريق ، ثم قيل لصاحب الطريق ابن السبيل ، كما قيل لطير الماء ابن ماء . قال الشاعر : وردت اعتسافاً والثريا كأنها على قمة الرأس ابن ماءٍ مُلحقُ { وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } يعني المملوكين ، فأضاف الملك إلى اليمين لاختصاصها بالتصرف كما يقال تكلم فُوك ، ومشت رجلُك . { إِنَّ اللّه لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } المختال : من كان ذا خيلاء ، مفتعل من قولك : خالَ الرجل يَخُول خُيلاء ، وخالاً ، قال العجاج : والخال ثوب من ثياب الجهال { والدهْرُ فيه غَفْلةٌ للغفال } والفخور : المفتخر على عباد اللّه بما أنعم اللّه عليه من آلائه وبسط عليه من رزقه . |
﴿ ٣٦ ﴾