٧٨{ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } في البروج ها هنا ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها القصور ، وهو قول مجاهد ، وابن جريج . والثاني : أنها قصور في السماء بأعيانها تسمى بهذا الاسم ، وهو قول السدي ، والربيع . والثالث : أنها البيوت التي في الحصون وهو قول بعض البصريين . وأصل البروج الظهور ، ومنه تبرج المرأة إذا أظهرت نفسها . وفي المُشّيَّدَةِ ثلاثة أقاويل : أحدها : المجصصة ، والشيد الجص ، وهذا قول بعض البصريين . والثاني : أن المُشّيَّدَ المطول في الارتفاع ، يقال شاد الرجل بناءه وأشاده إذا رفعه ، ومنه أَشدت بذِكِرْ الرجل إذا رَفَعْتَ منه ، وهذا قول الزجاج . والثالث : أن المُشّيَّد ، بالتشديد : المُطَّول ، وبالتخفيف : المجصَّص . قوله تعالى : { وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّه وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ } في القائلين ذلك قولان : أحدهما : أنهم المنافقون ، وهو قول الحسن . والثاني : اليهود ، وهو قول الزجاج . وفي الحسنة والسيئة ها هنا ثلاثة تأويلات : أحدها : البؤس والرخاء . والثاني : الخصب والجدب ، وهو قول ابن عباس ، وقتادة . والثالث : النصر والهزيمة ، وهو قول الحسن ، وابن زيد . وفي قوله : { مِنْ عِندِكَ } تأويلان : أحدهما : أي بسوء تدبيرك ، وهو قول ابن زيد . والثاني : يعنون بالشؤم الذي لحقنا منك على جهة التطُّير به ، وهذا قول الزجاج ، ومثله قوله تعالى : { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ } " [ الأعراف : ١٣١ ] . |
﴿ ٧٨ ﴾