٨٨

قوله تعالى : { فَمَا لَكُم فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَينِ } اختلف فيمن نزلت هذه الآية بسببه على خمسة أقاويل :

أحدها : أنها نزلت في الذين تخلَّفُواْ عن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) يوم أحد ، وقالواْ : لو نعلم قتالاً لاتبعناكم ، وهذا قول زيد بن ثابت .

والثاني : أنها نزلت في قوم قَدِمُواْ المدينة فأظهروا الإسلام ، ثم رجعواْ إلى مكة فأظهروا الشرك ، وهذا قول الحسن ، ومجاهد .

والثالث : أنها نزلت في قوم أظهرواْ الإِسلام بمكة وكانواْ يعينون المشركين على المسلمين ، وهذا قول ابن عباس ، وقتادة .

والرابع : أنها نزلت في قوم من أهل المدينة أرادوا الخروج عنها نفاقاً ، وهذا قول السدي .

والخامس : أنها نزلت في قوم من أهل الإفك ، وهذا قول ابن زيد .

وفي قوله تعالى : { وَاللّه أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا } خمسة تأويلات :

أحدها : معناه ردهم ، وهذا قول ابن عباس .

والثاني : أوقعهم ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً .

والثالث : أهلكهم ، وهذا قول قتادة .

والرابع : أَضَلَّهم ، وهذا قول السدي .

والخامس : نكسهم ، وهذا قول الزجاج .

{ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّه } فيه قولان :

أحدهما : أن تُسَمُّوهم بالهُدى وقد سمّاهم اللّه بالضلال عقوبة لهم .

والثاني : تهدوهم إلى الثواب بمدحهم واللّه قد أَضَلَّهم بذمهم .

﴿ ٨٨