٩٤

يا أيها الذين . . . . .

قوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُم فِي سَبِيلِ اللّه فَتَبَيَّنُواْ } .

الآية . قيل إنها نزلت في رجل كانت معه غُنَيْمَاتُ لقيته سريَّة لرسول اللّه صلى اللّه عليهم وسلم ، فقال لهم : السلام عليكم لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه ، فبدر إليه بعضهم فقتله ، فلما أتى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) قال له : { لِمَ قَتَلْتَهُ وَقَدْ أَسْلَمَ } قال إنما قالها تعوذاً ، قال : { هَلاَّ شَقَقْتَ عَن قَلْبِهِ } ثم حمل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ديته إلى أهله وردّ عليهم غنمه .

واختلف في قاتله على خمسة أقاويل :

أحدها : أنه أسامة بن زيد ، وهو قول السدي .

والثاني : أنه المقداد ، وهو قول سعيد ابن جبير .

والثالث : أبو الدرداء ، وهو قول ابن زيد .

والرابع : عامر بن الأضبط الأشجعي ، وهو قول ابن عمر .

والخامس : هو محلِّم بن جثامة الليثي . ويقال إن القاتل لفظته الأرض ثلاث مرات ، فقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { إنَّ الأَرْضَ لَتَقْبَلُ مَنْ هُوَ شَرٌ مِّنهُ وَلَكنَّ اللّه جَعَلهُ لَكُم عِبْرَةً ، ثُمَّ أَمَرَ بِأَن تُلْقْى عَلَيهِ الحِجَاَرةُ }. { كَذَلِكَ كنتُم مِّن قَبْلُ } أي كفاراً مثلهم .

{ فَمَنَّ اللّه عَلَيْكُمْ } يعني بالإسلام .

﴿ ٩٤