١٠٤

{ وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاءِ الْقَومِ } أي لا تضعفواْ في طلبهم لحربهم .

{ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ } أي ما أصابهم منكم فإنهم يألمون به كما تألمون بما أصابكم منهم .

ثم قال تعالى : { وَتَرْجُونَ مِنَ اللّه مَا لاَ يَرْجُونَ } أي هذه زيادة لكم عليهم وفضيلة خُصِصْتُم بها دونهم مع التساوي في الألم .

وفي هذا الرجاء اثنان من التأويلات :

أحدهما : معناه أنكم ترجون من نصر اللّه ما لا يرجون .

والثاني : تخافون من اللّه لا يخافون ، ومنه

قوله تعالى : { مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ للّه وَقَاراً } " [ نوح : ٣١ ] أي لا تخافون للّه عظمة . ومنه قول الشاعر :

لا ترتجي حين تلاقي الذائدا

أسبعةً لاقت معاً أم واحداً

﴿ ١٠٤