١٢٣

قوله تعالى : { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيَّ أَهْلِ الْكِتَابِ } في الكلام مضمر

محذوف وتقديره ليس الثواب بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ، على قولين :

أحدهما : أنهم عبدة الأوثان ، وهو قول مجاهد .

والثاني : أنهم أهل الإسلام ، وهو قول مسروق ، والسدي .

{ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ } السوء ما يسوء من القبائح ، وفيه ها هنا ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه الشرك باللّه تعالى ، وهو قول ابن عباس .

الثاني : أنه الكبائر ، وهذا قول أُبَيِّ بن كعب .

والثالث : أنه ما يلقاه الإنسان في الدنيا من الأحزان والمصائب جزاءً عن سيئاته كما روى محمد بن قيس بن مخرمة عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال : لما نزلت هذه الآية : { مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْرَ بِهِ } شقت على المسلمين وبلغت بهم ما شاء اللّه أن تبلغ فَشَكو ذلك إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) فقال : { قَارِبُوا وَسدِّدُواْ فَفِي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ المُسْلِمُ كَفَّارَةٌ حَتَّى النَّكْبةُ يُنْكَبُهَا أو الشَّوْكِةُ يُشَاكُهاَ }. وروى الأعمش عن مسلم قال : قال أبو بكر : يا رسول اللّه ما أشَدَّ هذه الآية { مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْرَ بِهِ } فقال : { يَا أَبَا بَكْر إِنَّ المُصِيْبَةَ فِي الدُّنْيَا جَزَاءٌ }.

﴿ ١٢٣