١٥٣قوله تعالى : { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنْ السَّمَاءِ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن اليهود سألوا محمداً ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، أن ينزل عليهم كتاباً من السماء مكتوباً ، كما نزل على موسى الألواح ، والتوراة مكتوبة من السماء ، وهذا قول السدي ، ومحمد بن كعب . والثاني : أنهم سألوه نزول ذلك عليهم خاصة ، تحكماً في طلب الآيات ، وهذا قول الحسن ، وقتادة . والثالث : أنهم سألوه أن ينزِّل على طائفة من رؤسائهم كتاباً من السماء بتصديقه ، وهذا قول ابن جريج . { فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّه جَهْرَةً } يحتمل وجهين : أحدهما : أن اللّه تعالى بيَّن بذلك أن سؤالهم للإعْنَاتِ لا للاستبصار كما أنهم سألوا موسى أن يريهم اللّه جهرة ، ثم كفروا بعبادة العجل . والثاني : أنه بيَّن بذلك أنهم سألوا ما ليس لهم ، كما أنهم سألوا موسى من ذلك ما ليس لهم . { فَقَالُواْ أَرِنَا اللّه جَهْرَةً } فيه قولان : أحدهما : أنهم سألوه رؤيته جهرة ، أي معاينة . والثاني : أنهم قالوا : جهرة من القول أّرِنا اللّه ، فيكون على التقديم والتأخير ، وهذا قول ابن عباس . { فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ } فيه قولان : أحدهما : بظلمهم لأنفسهم . والثاني : بظلمهم في سؤالهم . |
﴿ ١٥٣ ﴾