٣١قوله تعالى : { فَبَعَثَ اللّه غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ } فيه تأويلان : أحدهما : يعني عورة أخيه . والثاني : جيفة أخيه لأنه تركه حتى أنتن ، فقيل لجيفته سوأة . وفي الغراب المبعوث قولان : أحدهما : أنه كان ملكاً على صورة الغراب ، فبحث الأرض على سوأة أخيه حتى عرف كيف يدفنه . والثاني : أنه كان غراباً بحث الأرض على غراب آخر . { قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخَي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } قيل إنه ندم علىغير الوجه الذي تصح منه التوبة ، فلذلك لم تقبل منه ، ولو ندم على الوجه الصحيح لقبلت توبته . وروى معمر ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، أنه قال : { إِنَّ ابْنَي آدَمَ ضَرَبَ مَثَلاً لِهَذِهِ الأَمَّةِ ، فَخُذُوا مِنْ خَيرِهِمَا ، وَدَعُوا شَرَّهُمَا }. |
﴿ ٣١ ﴾