٣٢قوله تعالى : { مِنْ أَجْلِ ذلِكَ } يعني من أجل أن ابن آدم قتل أخاه ظلماً . { كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ } يعني من قتل نفساً ظلماً بغير نفس قتلت ، فيقتل قصاصاً ، أو فساد فى الأرض استحقت به القتل ، الفساد فى الأرض يكون بالحرب للّه ولرسوله وإخافة السبيل . { فَكَأَنَّمَ قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } فيه ستة تأويلات : أحدها : يعني من قتل نبياً أو إمام عدل ، فكأنما قتل الناس جميعاً ، ومن شد على يد نبى أو إمام عدل ، فكأنما أحيا الناس جميعاً ، وهذا قول ابن عباس . والثاني : معناه فكأنما قتل الناس جميعاً عند المقتول ، ومن أحياها فاستنفذها من هلكة ، فكأنما أحيا الناس جميعاً عند المستنفذ ، وهذا قول ابن مسعود . والثالث : معناه أن قاتل النفس المحرمة يجب عليه من القود والقصاص مثل ما يجب عليه لو قتل الناس جميعاً ، ومن أحياها بالعفو عن القاتل ، أعطاه اللّه من الأجر مثل ما لو أحيا الناس جميعاً ، وهذا قول ابن زيد وأبيه . والرابع : معناه أن قاتل النفس المحرمة يَصْلَى النار كما يَصْلاها لو قتل الناس جيمعاً ، ومن أحياها ، يعني سلم من قتلها ، [ فكأنما ] سلم من قتل الناس جميعاً ، وهذا قول مجاهد . والخامس : أن على جميع الناس { جناية القتل } كما لو قتلهم جميعاً ، ومن أحياها بإنجائها من غرق أو حرق أو هلكة ، فعليهم شكره كما لو أحياهم جميعاً . والسادس : أن اللّه تعالى عظم أجرها ووزرها فإحياؤها [ يكون ] بمالك أو عفوك ، وهذا قول الحسن ، وقتادة . |
﴿ ٣٢ ﴾