٤٨

قوله تعالى : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ } يعني القرآن .

{ مُصَدِّقَاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ } يعني لما قبله من الكتاب وفيه وجهان :

أحدهما : مصدقاً بها ، وهو قول مقاتل .

والثاني : موافقاً لها ، وهو قول الكلبي .

{ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : يعني أميناً ، وهو قول ابن عباس .

والثاني : يعني شاهداً عليه ، وهو قول قتادة ، والسدي .

والثالث : حفيظاً عليه .

{ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمآ أَنزَلَ اللّه } هذا يدل على وجوب الحكم بين أهل الكتاب إذا تحاكموا إلينا ، وألا نحكم بينهم بتوراتهم ولا بإنجيلهم .

{ وَلاَ تَتَّبعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ } فيهم قولان :

أحدهما : أنهم أمة نبينا محمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) .

والثاني : أمم جميع الأنبياء .

{ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً } أما الشرعة فهي الشريعة وهي الطريقة الظاهرة ، وكل ما شرعت فيه من شيء فهو شريعة ومن قيل لشريعة الماء شريعة لأنها أظهر طرقه إليه ، ومنه قولهم : أُشْرِعَتِ الأسنة إذا ظهرت .

وأما المنهاج فهو الطريق الواضح ، يقال طريق نهج ومنهج ، قال الزاجر :

مَن يَكُ ذَا شَكٍّ فهذَا فَلْجُ

مَاءٌ رُوَاءٌ وطريقٌ نَهْجُ

فيكون معنى قوله شرعة ومنهاجاً أي سبيلاً وسنة ، وهذا قول ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وقتادة .

{ وَلَوْ شَآءَ اللّه لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدةً } فيه قولان :

أحدهما : لجعلكم على ملة واحدة .

الثاني : لجمعكم على الحق ، وهذا قول الحسن .

﴿ ٤٨