٦٤

قوله تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّه مَغْلُولَةٌ } فيه تأويلان :

أحدهما : أي مقبوضة عن العطاء على جهة البخل ، قاله ابن عباس وقتادة .

والثاني : مقبوضة عن عذابهم ، قاله الحسن .

قال الكلبي ومقاتل : القائل لذلك فنحاس وأصحابه من يهود بني قينقاع .

{ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ } فيه قولان :

أحدهما : أنه قال ذلك إلزاماً لهم البخل على مطابقة الكلام ، قاله الزجاج .

والثاني : أن معناه غلت أيديهم في جهنم على وجه الحقيقة ، قاله الحسن .

{ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ } قال الكلبي : يعني يعذبهم بالجزية .

ويحتمل أن يكون لَعْنُهم هو طردهم حين أجلوا من ديارهم .

{ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : أن اليدين ها هنا النعمة من قولهم لفلان عندي يد أي نعمة ، ومعناه بل نعمتاه مبسوطتان ، نعمة الدين ، ونعمة الدنيا .

والثاني : اليد ها هنا القوة ك

قوله تعالى : { أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ } " [ ص : ٤٥ ] ومعناه بل قوتان بالثواب والعقاب .

والثالث : أن اليد ها هنا الملك من قولهم فى مملوك الرجل هو : ملك يمينه ، ومعناه ملك الدنيا والآخرة .

والرابع : أن التثنية للمبالغة فى صفة النعمة كما تقول العرب لبيك وسعديك ، وكقول الأعشى :

يداك يدا مجد فكف مفيدة

وكف إذا ما ضنَّ بالزاد تنفق

{ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } يحتمل وجهين :

أحدهما : يمعنى أنه يعطي من يشاء من عباده إذا علم أن في إعطائه مصلحة دينه .

والثاني : ينعم على من يشاء بما يصلحة في دينه .

{ ولَيزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً } يعني حسدهم إياه وعنادهم له .

{ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ } فيه قولان :

أحدهما : أنه عنى اليهود بما حصل منهم من الخلاف .

والثاني : أنه أراد بين اليهود والنصارى في تباين قولهم في المسيح ، قاله الحسن .

﴿ ٦٤