٤٠

قوله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بئَايَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَآءِ } فيه خمسة أقاويل :

أحدها : أي لا تفتح لأرواحهم لأنها تفتح لروح الكافر وتفتح لروح المؤمن ، قاله ابن عباس ، والسدي .

والثاني : لا تفتح لدعائهم ، قاله الحسن .

والثالث : لا تفتح لأعمالهم ، قاله مجاهد ، وإبراهيم .

والرابع : لا تفتح لهم أبواب السماء لدخول الجنة لأن الجنة في السماء ، وهذا قول بعض المتاخرين .

والخامس : لا تفتح لهم أبواب السماء لنزول الرحمة عليهم ، قاله ابن بحر .

{ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يِلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ } فيه قولان :

أحدهما : سم الخياط : ثقب الإبرة ، قاله ابن عباس ، الحسن ، ومجاهد ، وعكرمة ، والسدي .

والثاني : أن سم الخياط هو السم القاتل الداخل في مسام الجسد أي ثقبه .

وفي { الْجَمَلِ } قراءتان :

إحداهما : وعليها الجمهور ، الجَمَل بفتح الجيم وتخفيف الميم وهو ذو القوائم الأربع .

والثانية الجُمَّل بضم الجيم وتشديد الميم وهو القلس الغليظ ، وهذه قراءة سعيد بن جبير ، وإحدى قراءتي ابن عباس ، وكان ابن عباس يتأول أنه حبل السفينة .

ومعنى الكلام أنهم لا يدخلون الجنة أبداً كما لا يدخل الجمل في سم الخياط أبداً ، وضرب المثل بهذا أبلغ في إياسهم من إرسال الكلام وإطلاقه في النفي ، والعرب تضرب هذا للمبالغة ، قال الشاعر :

إذا شاب الغراب أتيت أهلي

وعاد القار كاللبن الحليب

﴿ ٤٠