٤٣

قوله عز وجل : { إذْ يُرِيكُهُمُ اللّه فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً } فيه وجهان :

أحدهما : أن اللّه أرى نبيه ( صلى اللّه عليه وسلم ) قلة المشركين عياناً ، وقوله { فِي مَنَامِكَ } يريد في عينيك التي هي محل النوم ، قاله الحسن .

والثاني : أنه ألقى عليه النوم وأراه قلتهم في نومه ، وهو الظاهر ، وعليه الجمهور .

وإنما أراه ذلك على خلاف ما هو به لطفاً أنعم به عليه وعلى أمته ، ليكون أثبت لقلوبهم وأقدم لهم على لقاء عدوهم ، ولولا ذلك لما جازت هذه الحالة من اللّه تعالى في نبيه ( صلى اللّه عليه وسلم ) .

{ وَلَوْ أَرَاكَهُمُ كَثِيراً لَّفِشِلْتُمْ } فيه وجهان :

أحدهما : لاختلفتم في لقائهم أو الكف عنهم .

والثاني : لجبنتم عنهم وانهزمتم منهم .

{ . . . وَلَكِنَّ اللّه سَلَّمَ } يحتمل وجهين :

أحدهما : سلّم من الفشل .

والثاني : لجبنتم عنهم وانهزمتم منهم ولكن اللّه سلم من العدو .

وفيه ثالث : ولكن اللّه سلم أمره فيهم حتى نفذ ما حكم فيهم به من هلاكهم .

﴿ ٤٣