سورة التوبة

١

{ براءة من اللّه ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي اللّه وأن اللّه مخزي الكافرين  } قوله عز وجل { بَرَآءَةٌ مِّنَ اللّه وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ } في ترك افتتاح هذه السورة ب {بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قولان :

أحدهما : أنها والأنفال كالسورة الواحدة في المقصود لأن الأولى في ذكر العهود ،

والثانية في رفع العهود ، وهذا قول أُبي بن كعب قال ابن عباس : وكانتا تدعيان القرينتين ، ولذلك وضعتا في السبع الطول .

وحكاه عن عثمان بن عفان .

الثاني : أن {بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أمان ، وبراءة نزلت برفع الأمان ، وهذا قول ابن عباس ، ونزلت سنة تسع فأنفذها رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) مع علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ليقرأها في الموسم بعد توجه أبي بكر رضي اللّه عنه إلى الحج ، وكان أبو بكر صاحب الموسم ، وقال النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) { لا يُبِلِّغُ عَنِّي إِلاَّ رَجُلٌ مِنِّي } حكى ذلك الحسن وقتادة ومجاهد .

وحكى الكلبي أن الذي أنفذه رسول اللّه صلى للّه عليه وسلم من سورة التوبة عشر آيات من أولها .

حكى مقاتل أنها تسع آيات تقرأ في الموسم ، فقرأها علي رضي اللّه عنه في يوم النحر على جمرة العقبة .

وفي قوله تعالى { بَرَآءَةٌ مِّنَ اللّه وَرَسُولِهِ } وجهان :

أحدهما : أنها انقطاع العصمة منهما .

والثاني : أنها انقضاء عهدهما .

﴿ ١