٤

قوله عز وجل : { وفي الأرض قطعٌ متجاورات } فيه وجهان :

أحدهما : أن المتجاورات المدن وما كان عامراً ، وغير المتجاورات الصحارى وما كان غير عامر .

الثاني : أي متجاورات في المدى ، مختلفات في التفاضل . وفيه وجهان :

أحدهما : أن يتصل ما يكون نباته مراً .

الثاني : أن تتصل المعذبة التي تنبت بالسبخة التي لا تنبت ، قاله ابن عباس .

{ وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان } فيه أربعة أوجه :

أحدها : أن الصنوان المجتمع ، وغير الصنوان المفترق ، قاله ابن جرير . قال الشاعر :

العلم والحلم خُلّتا كرَمٍ

للمرءِ زين إذا هما اجتمعا

صنوانٍ لا يستتم حسنها

إلا بجمع ذا وذاك معا

الثاني : أن الصنوان النخلات يكون أصلها واحداً ، وغير صنوان أن تكون أصولها شتى ، قاله ابن عباس والبراء بن عازب .

الثالث : أن الصنوان الأشكال ، وغير الصنوان المختلف ، قاله بعض المتأخرين .

الرابع : أن الصنوان الفسيل يقطع من أمهاته ، وهو معروف ، وغير الصنوان ما ينبت من النوى ، وهو غير معروف حتى يعرف ، وأصل النخل الغريب من هذا ، قاله علي بن عيسى .

{ يسقى بماءٍ واحدٍ ونُفَضّلُ بعْضَها على بعضٍ في الأكل } فبعضه حلو ، وبعضه حامض ، وبعضه أصفر ، وبعضه أحمر ، وبعضه قليل ، وبعضه كثير .

{ إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون } فيه وجهان :

أحدهما : أن في اختلاف ذلك اعتبار يدل ذوي العقول على عظيم القدرة ، وهو معنى قول الضحاك .

الثاني : أنه مثل ضربه اللّه تعالى لبني آدم ، أصلهم واحد وهم مختلفون في الخير والشر والإيمان والكفر كاختلاف الثمار التي تسقى بماء واحد ، قاله الحسن .

﴿ ٤