١١قوله عز وجل : { له معقبات مِن بين يديه ومن خَلْفِه } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنهم حراس الأمراء يتعاقبون الحرس ، قاله ابن عباس وعكرمة . الثاني : أنه ما يتعاقب من أوامر اللّه وقضائه في عباده ، قاله عبد الرحمن بن زيد . الثالث : أنهم الملائكة ، إذا صعدت ملائكة النهار أعقبتها ملائكة الليل ، وإذا صعدت ملائكة الليل أعقبتها ملائكة النهار ، قاله مجاهد وقتادة . قال الحسن : وهم أربعة أملاك : اثنان بالنهار ، واثنان بالليل ، يجتمعون عند صلاة الفجر . وفي قوله تعالى : { من بين يديه ومن خلفه } ثلاثة أوجه : أحدها : من أمامه وورائه ، وهذا قول من زعم أن المعقبات حراس الأمراء . الثاني : الماضي والمستقبل ، وهذا قول من زعم أن المعقبات ما يتعاقب من أمر اللّه تعالى وقضائه . الثالث : من هُداه وضلالِه ، وهذا قول من زعم أن المعقبات الملائكة . { يحفظونَه من أمر اللّه } تأويله يختلف بحسب اختلاف المعقبات ، فإن قيل بالقول الأول أنهم حراس الأمراء ففي قوله { يحفظونه } أي عند نفسه من أمر اللّه ولا راد لأمره ولا دافع لقضائه ، قاله ابن عباس وعكرمة . الثاني : أن في الكلام حرف نفي محذوفاً وتقديره : لا يحفظونه من أمر اللّه . وإن قيل بالقول الثاني ، إن المعقبات ما يتعاقب من أمر اللّه وقضائه ، ففي تأويل قوله تعالى { يحفظونه من أمر اللّه } وجهان : أحدهما : يحفظونه من الموت ما لم يأت أجله ، قاله الضحاك . الثاني : يحفظونه من الجن والهوام المؤذية ما لم يأت قدر ، قاله أبو مالك وكعب الأحبار . وإن قيل بالقول الثالث : وهو الأشبه : أن المعقبات الملائكة ففيما أريد بحفظهم له وجهان : أحدهما : يحفظون حسناته وسيئاته بأمر اللّه . الثاني : يحفظون نفسه . فعلى هذا في تأويل قوله تعالى { يحفظونه من أمر اللّه } ثلاثة أوجه : أحدها : يحفظونه بأمر اللّه ، قاله مجاهد . الثاني : يحفظونه من أمر اللّه حتى يأتي أمر اللّه ، وهو محكي عن ابن عباس . الثالث : أنه على التقديم والتأخير وتقديره : له معقبات من أمر اللّه تعالى يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، قاله إبراهيم . وفي هذه الآية قولان : أحدهما : أنها عامة في جميع الخلق ، وهو قول الجمهور . الثاني : أنها خاصة نزلت في رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) حين أزمع عامر بن الطفيل وأريد بن ربيعة أخو لبيد على قتل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) فمنعه اللّه عز وجل منهما وأنزل هذه الآية فيه ، قاله ابن زيد . { إنَّ اللّه لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيِّرُوا ما بأنفسِهم } يحتمل وجهين : أحدهما : أن اللّه لا يغير ما بقوم من نعمة حتى يغيروا ما بأنفسهم من معصية . الثاني : لا يغير ما بهم من نعمة حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة . { وإذا أراد اللّه بقومٍ سوءًا فلا مرد له } فيه وجهان : أحدهما : إذا أراد اللّه بهم عذاباً فلا مرد لعذابه . الثاني : إذا أراد بهم بلاء من أمراض وأسقام فلا مرد لبلائه . { وما لهم مِن دونه من وال } فيه وجهان : أحدهما : من ملجأ وهو معنى قول السدي . الثاني : يعني من ناصر ، ومنه قول الشاعر : ما في السماء سوى الرحمن من والِ |
﴿ ١١ ﴾