١٣

قوله عز وجل : { ويسبِّح الرعد بحمده } وفي الرعد قولان :

أحدهما : أنه الصوت المسموع ، وقد روي عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) أنه قال { الرعد وعيد من اللّه فإذا سمعتموه فأمسكوا عن الذنوب } .

الثاني : أن الرعد ملك ، والصوت المسموع تسبيحه ، قاله عكرمة . { والملائكة مِن خيفته } فيه وجهان :

أحدهما : وتسبح الملائكة من خيفة اللّه تعالى ، قاله ابن جرير .

الثاني : من خيفة الرعد ، ولعله قول مجاهد .

{ ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء } اختلف فيمن نزل ذلك فيه على ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها نزلت في رجل أنكر القرآن وكذب النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) فأخذته صاعقة ، قاله قتادة .

الثاني : في أربد بن ربيعة وقد كان همّ بقتل النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) مع عامر بن الطفيل فتيبست يده على سيفه ، وعصمه اللّه تعالى منهما ، ثم انصرف فأرسل اللّه تعالى عليه صاعقة أحرقته . قال ابن جرير : وفي ذلك يقول أخوه لبيد :

أخشى على أربد الحتوف ولا

أرهب نوء السِّماك والأسد

فجّعني البرق والصواعق بالفا

رسِ يوم الكريمة النَّجُدِ

الثالث : أنها نزلت في يهودي جاء إلى النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) فقال : أخبرني عن ربك من أي شيء ، من لؤلؤ أو ياقوت ؟ فجاءت صاعقة فأخذته ، قال علي وابن عباس ومجاهد .

روى أبان عن أنس قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) { لا تأخذ الصاعقة ذاكراً للّه عز وجل } .

{ وهم يجادلون في اللّه } فيه وجهان :

أحدهما : يعني جدال اليهودي حين سأل عن اللّه : من أي شيء هو ؟ قاله مجاهد .

الثاني : جدال أربد فيما همّ به من قتل النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، قاله ابن جريج .

{ وهو شديد المِحالِ } فيه تسعة تأويلات :

أحدها : يعني شديد العداوة ، قاله ابن عباس .

الثاني : شديد الحقد ، قاله الحسن .

الثالث : شديد القوة ، قاله مجاهد .

الرابع : شديد الغضب ، قاله وهب بن منبه .

الخامس : شديد الحيلة ، قاله قتادة والسدي .

السادس : شديد الحول ، قاله ابن عباس أيضاً .

السابع : شديد الإهلاك بالمحل وهو القحط ، قاله الحسن أيضاً .

الثامن : شديد الأخذ ، قاله علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه . التاسع : شديد الانتقام والعقوبة ، قاله أبو عبيدة وأنشد لأعشى بني ثعلبة .

فرع نبع يهتز في غصن المج

د كريم الندى عظيم المحال

﴿ ١٣