١٥

وللّه يسجد من . . . . .

قوله عز وجل : { وللّه يسجد من في السموات ومن في الأرض طوعاً وكرهاً } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : طوعاً سجود المؤمن ، وكرهاً سجود الكافر ، قاله قتادة .

الثاني : { طوعاً } من دخل في الإسلام رغبة ، { وكرهاً } من دخل فيه رهبة بالسيف ، قاله ابن زيد

.

الثالث : { طوعاً } من طالت مدة إسلامه فألف السجود ، { وكرهاً } من بدأ بالإسلام حتى يألف السجود ، حكاه ابن الأنباري .

الرابع : ما قاله بعض أصحاب الخواطر أنه إذا نزلت به المصائب ذل ، وإذا توالت عليه النعم ملّ .

{ وظلالهم بالغدو والآصال } يعني أن ظل كل إنسان يسجد معه بسجوده ، فظل المؤمن يسجد طائعاً كما أن سجود المؤمن طوعاً ، وظل الكافر يسجد كارهاً كما أن سجود الكافر كرهاً .

والآصال جمع أصُل ، والأصل جمع أصيل ، والأصيل العشيّ وهو ما بين العصر والمغرب قال أبو ذؤيب :

لعمري لأنت البيت أكرم أهله

وأقعد في أفيائِه بالأصائل

﴿ ١٥