سورة النحلمكية كلها في قول الحسن وعكرمة وجابر : وقال ابن عباس : هي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة وهي قوله { ولا تشتروا بعهد اللّه ثمناً قليلاً } إلى قوله { ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } نزلت بعد قتل حمزة بأحد . بسم اللّه الرحمن الرحيم ١قوله تعالى : { أتى أمرُ اللّه فلا تستعجلوهُ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أنه بمعنى سيأتي أمر اللّه تعالى . الثاني : معناه دنا أمر اللّه تعالى . الثالث : أنه مستعمل على حقيقة إتيانه في ثبوته واستقراره . وفي { أمر } أربعة أقاويل : أحدها : أنه إنذار رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، قاله أبو مسلم . الثاني : أنه فرائضه وأحكامه ، قاله الضحاك . الثالث : أنه وعيد أهل الشرك ونصرة الرسول ( صلى اللّه عليه وسلم ) قاله ابن جريج . الرابع : أنه القيامة ، وهو قول الكلبي . وروي عن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه أنه قال لما نزلت : { أتى أمر اللّه } رفعوا رؤوسهم فنزل { فلا تستعجلوه } أي فلا تستعجلوا وقوعه . وحكى مقاتل بن سليمان أنه لما قرأ جبريل على رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) { أتى أمر اللّه } نهض رسول اللّه خوفاً من حضورها حتى قرأ { فلا تستعجلوه } . ويحتمل وجهين : أحدهما : فلا تستعجلوا التكذيب فإنه لن يتأخر . الثاني : فلا تستعجلوا أن يتقدم قبل وقته ، فإنه لن يتقدم . |
﴿ ١ ﴾