٥{ فإذا جاء وعْد أولاهما } يعني أولى المرتين من فسادهم . { بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديدٍ } في قوله بعثنا وجهان : أحدهما : خلينا بينكم وبينهم خذلاناً لكم بظلمكم ، قاله الحسن . الثاني : أمرنا بقتالكم انتقاماً منكم . وفي المبعوث عليهم في هذه المرة الأولى خمسة أقاويل : أحدها : جالوت وكان ملكهم طالوت إلى أن قتله داود عليه السلام ، قاله ابن عباس وقتادة . الثاني : أنه بختنصر ، وهو قول سعيد بن المسيب . الثالث : أنه سنحاريب ، قاله سعيد بن جبير . الرابع : أنهم العمالقة وكانوا كفاراً ، قاله الحسن . الخامس : أنهم كانوا قوماً من أهل فارس يتجسسون أخبارهم ، وهو قول مجاهد . { . . . فجاسوا خلال الديار } فيه خمسة تأويلات : أحدها : يعني مشوا وترددوا بين الدور والمساكن ، قال ابن عباس وهو أبلغ في القهر . الثاني : معناه فداسوا خلال الديار ، ومنه قول الشاعر : إِلَيْكَ جُسْتُ اللَّيْلَ بِالمَطِيِّ الثالث : معناه فقتولهم بين الدور والمساكن ، ومنه قول حسان بن ثابت : ومِنَّا الَّذِي لاقَى بِسَيْفِ مُحَمَّدٍ فَجَاس بهِ الأَعْدَاءَ عَرْضَ العَسَاكر الرابع : معناه فتشوا وطلبوا خلال الديار ، قاله أبو عبيدة . الخامس : معناه نزلوا خلال الديار ، قاله قطرب ، ومنه قول الشاعر : فَجُسنا ديارهم عَنْوَةً وأبنا بساداتهم موثَقينا |
﴿ ٥ ﴾