٧١قوله عز وجل : { فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها } لأنه أراد أن يعبر في البحر إلى أرض أخرى فركب في السفينة وفيها ركاب ، فأخذ الخضر فأساً ومنقاراً فخرق السفينة حتى دخلها الماء وقيل إنه قلع منها لوحين فضج ركابها من الغرق . ف { قال } له موسى { أخرقتها لتغرق أهلها } وإن كان في غرقها غرق جميعهم لكنه أشفق على القوم أكثر من إشفاقه على نفسه لأنها عادة الأنبياء . ثم قال بعد تعجبه وإكباره { لقد جئت شيئاً إمْراً } فأكبر ثم أنكر ، وفي الإمر ثلاثة أوجه : أحدها : يعني منكراً ، قاله مجاهد . الثاني : عجباً ، قاله مقاتل . الثالث : أن الإمر الداهية العظيمة ، قاله أبو عبيدة وأنشد : قد لقي الأقران مِنّي نُكْرا داهيةً دهياء إدّاً إمْرا وهو مأخوذ من الإمر وهو الفاسد الذي يحتاج إلى الصلاح ، ومنه رجل إمر إذا كان ضعيف الرأي لأنه يحتاج أن يؤمر حتى يقوى رأيه ، ومنه أمِر القومُ إذا أكثروا لأنهم يحتاجون إلى من يأمرهم وينهاهم . |
﴿ ٧١ ﴾