سورة مريم

١

كهيعص

قوله تعالى : { كهيعص } فيه ستة أقاويل :

أحدها : أنه اسم من أسماء القرآن ، قاله قتادة .

الثاني : أنه اسم من أسماء اللّه ، قاله علي كرم اللّه وجهه .

الثالث : أنه استفتاح السورة ، قاله زيد بن أسلم .

الرابع : أن اسم السورة ، قاله لحسن .

الخامس : أنه من حروف الجُمل تفسيرلا إله إلا اللّه ، لأن الكاف

عشرون والهاء خمسة والياء عشرة والعين سبعون والصاد تسعون . كذلك عدد حروف لا إله إلا اللّه ، حكه أبان بن تغلب .

السادس : أنها حروف أسماء اللّه .

فأما الكاف فقد اختلفوا فيها من أي اسم هي على ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها من كبير ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنها من كاف ، قاله الضحاك .

الثالث : أنها من كريم ، قاله ابن جبير .

وأما الهاء فإنها من هادٍ عند جميعهم .

وأما الياء ففيها أربعة أقاويل :

أحدها : أنها من يمن ، قاله ابن عباس .

الثاني : من حكيم قاله ابن جبير .

الثالث : أنها من ياسين حكاه سالم .

الرابع : أنها من يا للنداء وفيه على هذا وجهان :

أحدهما : يا من يجيب من دعاه ولا يخيب من رجاه لما تعقبه من دعاء زكريا .

الثاني : يا من يجير ولا يجار عليه ، قاله الربيع بن أنس . وأما العين ففيها ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها من عزيز ، قاله ابن جبير . الثاني : أنها من عالم ، قاله ابن عباس .

الثالث : من عدل ، قاله الضحاك . وأما الصاد فإنها من صادق في قول جميعهم فهذا بيان للقول السادس .

ويحتمل سابعاً : أنها حروف من كلام أغمضت معانيه ونبه على مراده فيه يحتمل أن يكون : كفى وهدى من لا يعص فتكون الكاف من كفى والهاء من هدى

والباقي حروف يعصى لأن ترك المعاصي يبعث على امتثال الأوامر واجتناب النواهي ، فصار تركها كافياً من العقاب وهادياً إلى الثواب وهذا أوجز وأعجز من كل كلام موجز لأنه قد جمع في حروف كلمة معاني كلام مبسوط وتعليل أحكام وشروط .

﴿ ١