٢

قوله تعالى : { مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ } التنزيل مبتدأ التلاوة لنزوله سورة بعد سورة . وآية بعد آية ، كما كان ينزله اللّه عليه في وقت بعد وقت .

{ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ } أي استمعوا تنزيله فتركوا قبوله .

{ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } فيه وجهان :

أحدهما : أي يلهون .

الثاني : يشتغلون . فإن حمل تأويله على اللّهو احتمل ما يلهون به وجهين : أحدهما : بلذاتهم .

الثاني : بسماع ما يتلى عليهم .

وإن حمل تأويله على الشغل احتمل ما يشتغلون به وجهين : أحدهما : بالدنيا ، لأنها لعب كما قال تعالى : { إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } " [ الحديد : ٢٠ ] .

الثاني : يتشاغلون بالقَدْحِ فيه والاعتراض عليه .

قال الحسن : كلما جدد لهم الذكر استمروا على الجهل .

﴿ ٢