٢٠وما أرسلنا قبلك . . . . . قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ } فيه أربعة أقاويل أحدها : أنه افتتان الفقير بالغني أن يقول لو شاء اللّه لجعلني مثله غنياً والأعمى بالبصير أن يقول لو شاء لجعلني مثله بصيراً ، والسقيم بالصحيح أن يقول لو شاء لجعلني مثله صحيحاً ، قاله الحسن . الثاني : فتنة بالعدوان في الدين ، حكاه ابن عيسى . الثالث : أن الفتنة صبر الأنبياء على تكذيب قومهم ، قاله يحيى بن سلام . الرابع : أنها نزلت حين أسلم أبو ذر الغفاري وعمار وصهيب وبلال وعامر بن فهيرة وسلام مولى أبي حذيفة وأمثالهم من الفقراء الموالي فقال المستهزئون من قريش : انظروا إلى أتباع محمد من فقرائنا وموالينا فنزلت فيهم الآية ، حكاه النقاش . وفي الفتنة هنا وجهان : أحدهما : البلاء . والثاني : الاختبار . { أَتَصْبِرُونَ } يعني على ما مُحِنْتُمْ به من هذه الفتنة ، وفيه اختصار وتقديره أم لا تصبرون . { وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } قال ابن جريج : بصيراً بما يصبر ممن يجزع . ويحتمل وجهاً آخر : بصيراً بالحكمة فيما جعل بعضكم لبعض فتنة . |
﴿ ٢٠ ﴾