٢١قوله تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءِنَا } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : لا يخافون ولا يخشون ، قاله السدي ، ومنه قول الشاعر : إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عوامل أي لم يخش . الثاني : لا يبالون ، قاله ابن عمير ، وأنشد لخبيب . لعمرك ما أرجوا إذا كنت مسلماً على أي حال كان في اللّه مصرعي أي ما أبالي . الثالث : لا يأملون ، حكاه ابن شجرة وأنشد قول الشاعر : أترجو أمة قتلت حسينا شفاعة جَدِّه يوم الحسابِ { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلاَئِكَةُ } فيه قولان : أحدهما : ليخبرونا أن محمداً نبي قاله يحيى بن سلام . الثاني : ليكونوا رسلاً إلينا من ربهم بدلاً من رسالة محمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) . { أَوْ نَرَى رَبَّنَا } فيأمرنا باتباع محمد وتصديقه . { لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِم } فيه وجهان : أحدهما : تكبرواْ في أنفسهم لما قل في أعينهم من إرسال محمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) نبياً إليهم . الثاني : استكبروا في أنفسهم بما اقترحوه من رؤية اللّه ونزول الملائكة عليهم . { وَعَتَوْ عُنُوّاً كَبِيراً } فيه خمسة أوجه : أحدها : أنه التجبر ، قاله عكرمة . الثاني : العصيان ، قاله يحيى بن سلام . الثالث : أنه السرف في الظلم ، حكاه ابن عيسى . الرابع : أنه الغلو في القول ، حكاه النقاش . الخامس : أنه شدة الكفر ، قاله ابن عباس . قيل إن هذه الآية نزلت في عبد اللّه بن أبي أمية بن المغيرة ومكرز بن حفص بن الأخنف في جماعة من قريش قالوا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا . فنزل فيهم |
﴿ ٢١ ﴾