٨وفي قوله : { وَمَن حَوْلَهَا } وجهان : أحدهما : الملائكة ، قاله ابن عباس . الثاني : موسى ، قالها أبو صخر . { وَسُبْحَانَ اللّه رَبِّ الْعَالَمِينَ } فيه وجهان : أحدهما : أن موسى قال حين فرغ من سماع النداء من قوله اللّه : { سبْحَانِ اللّه رَبِّ الْعَالَمِينَ } استعانة باللّه وتنزيهاً له ، قاله السدي . الثاني : أن هذا من قول اللّه ومعناه : وبورك فيمن يسبح اللّه رب العالمين ، حكاه ابن شجرة . ويكون هذا من جملة الكلام الذي نودي به موسى . وفي ذلك الكلام قولان : أحدهما : أنه كلام اللّه تعالى من السماء عند الشجرة وهو قول السدي . قال وهب بن منبه : ثم لم يمس موسى امرأة بعدما كلمه ربه . والثاني : أن اللّه خلق في الشجرة كلاماً خرج منها حتى سمعه موسى ، حكاه النقاش . قوله تعالى : { وَأَلْقِ عَصَاكَ } قال وهب : ظن موسى أن اللّه أمره برفضها فرفضها . { فَلَمَا رَءَاهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ } فيه وجهان : أحدهما : أن الجان الحية الصغيرة ، سميت بذلك لاجتنانها واستتارها . والثاني : أنه أراد بالجان الشيطان من الجن ، لأنهم يشبهون كل ما استهولوه بالشيطان ، كما قال تعالى : { طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ } " [ الصافات : ٦٥ ] . وقد كان انقلاب العصا إلى أعظم الحيات لا إلى أصغرها ، كما قال تعالى : { فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ } " [ الأعراف : ١٠٧ ] و [ الشعراء : ٣٣ ] . قال عبد اللّه بن عباس : وكانت العصا قد أعطاه إياها ملك من الملائكة حين توجه إلى مَدْيَن وكان اسمها : ما شاء ، قال ابن جبير : وكانت من عوسج . { وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقّبْ . . . } فيه ثلاثة أوجه أحدها : ولم يرجع ، قاله مجاهد ، قال قطرب : مأخوذ من العقب . الثاني : ولم ينتظر ، قاله السدي . الثالث : ولم يلتفت ، قاله قتادة . ويحتمل رابعاً : أن يكون معناه أنه بقي ولم يمش ، لأنه في المشيء معقب لابتدائه بوضع عقبة قبل قدمه . |
﴿ ٨ ﴾