٨

قوله تعالى : { وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً } فيه وجهان :

أحدهما : معناه ألزمناه أن يفعل بهما برّاً ، قاله السدي .

الثاني : أن ما وصيناه به من برهما حسناً .

{ وَإِن جَاهَدَاكَ } أي ألزماك .

{ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } وفيه وجهان :

أحدهما : ما ليس لك به حجة لأن الحجة طريق العلم .

الثاني : أن تجعل لي شريكاً لأنه ليس لأحد بذلك من علم .

{ فَلاَ تُطِعْهُمَا } فأمر بطاعة الوالدين في الواجبات حتماً وفي المباحات ندباً ونهى عن طاعتهما في المحظورات جزماً ، وقد جاء في الأثر . لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

{ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } يعني في القيامة

. { فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } يعني في الدنيا من خير يستحق به الثواب وشر يستوجب به عقاب .

واختلفواْ في سبب نزولها وإن عم حكمها على قولين :

أحدهما : نزلت في سعد بن أبي وقاص وقد حلفت أمّه عليه وأقسمت ألا تأكل طعاماً حتى يرجع عن دين محمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) . قاله مصعب وسعد وقتادة .

الثاني : أنها نزلت في عياش بن أبي ربيعة .

﴿ ٨