٨إن الذين آمنوا . . . . . قوله تعالى : { خَلَقَ السَّموَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } فيه قولان : أحدهما : بعمد لا ترونها ، قاله عكرمة ومجاهد . الثاني : أنها خلقت بغير عمد ، قاله الحسن وقتادة . { وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ } أي جبالاً . { أَن تَمِيدَ بِكُمْ } أي لئلا تميد بكم وفيه وجهان : أحدهما : معناه أن لا تزول بكم ، قاله النقاش . الثاني : أن لا تتحرك بكم ، قاله يحيى بن سلام . وقيل : إن الأرض كانت تتكفأ مثل السفينة فأرساها اللّه بالجبال وأنها تسعة عشر جبلاً تتشعب في الأرض حتى صارت لها أوتاداً فتثبتت وروى أبو الأشهب عن الحسن قال : لما خلق اللّه الأرض جعلت تميد فلما رأت الملائكة ما تفعل الأرض قالوا : ربنا هذه لا يقر لك على ظهرها خلق ، فأصبح قد ربطها بالجبال فلما رأت الملائكة الذي أرسيت به الأرض عجبواْ فقالوا : يا ربنا هل خلقت خلقاً هو أشد من الجبال ؟ قال : نَعَم الرِّيحُ قالوا : هل خلقت خلقاً هو أشد من الريح ؟ قال : { نَعَمْ ابنُ آدَمَ } . { وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : وخلق فيها ، قاله السدي . الثاني : وبسط ، قاله الكلبي . الثالث : فرق فيها من كل دابة وهو الحيوان سُمِّيَ بذلك لدبيبه والدبيب الحركة . { وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } فيه قولان : أحدهما : أنهم الناس هم نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم ، قاله الشعبي . الثاني : أن نبات الأرض أشجارها وزرعها ، والزوج هو النوع . وفي الكريم ثلاثة أوجه : أحدها : أنه الحسن ، قاله قتادة . الثاني : أنه الطيب الثمر ، قاله ابن عيسى . الثالث : أنه اليانع ، قاله ابن كامل . ويحتمل رابعاً : أن الكريم ما كثر ثمنه لنفاسة القدر . |
﴿ ٨ ﴾