سورة الأحزاببسم اللّه الرحمن الرحيم ١يا أيها النبي . . . . . قوله تعالى : { يَأَيُّهَا الَّنبِيُّ اتَّقِ اللّه } وهذا وإن كان معلوماً من حاله ففي أمره به أربعة أوجه : أحدهما : أن معنى هذا الأمر الإكثار من اتقاء اللّه في جهاد أعدائه . الثاني : استدامة التقوى على ما سبق من حاله . الثالث : أنه خطاب توجه إليه والمراد به غيره من أمته . الرابع : أنه لنزول هذه الآية سبباً وهو ما روي أن أبا سفيان وعكرمة بن أبي جهل وأبا الأعور السلمي قدموا المدينة ليجددوا خطاب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) في عهد بينه وبينهم فنزلوا عند عبد اللّه بن أبي بن سلول والجد بن قيس ومعتب بن قشير وائتمروا بينهم وأتوا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) فعرضوا عليه أموراً كره جميعها فهمَّ رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) والمسلمون أن يقتلوهم فأنزل اللّه : { يَأَيُّهَا الَّنبِيُّ اتقِ اللّه } يعني في نقض العهد الذي بينك وبينهم إلى المدة المشروطة لهم . { وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ } من أهل مكة . { وَالْمُنَافِقِينَ } من أهل المدينة فيما دعوا إليه . { إِنَّ اللّه كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } يحتمل وجهين : أحدهما : عليماً بسرائرهم حكيماً بتأخيرهم . الثاني : عليماً بالمصلحة حكيماً في التدبير . |
﴿ ١ ﴾