سورة فاطر

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

الحمد للّه فاطر . . . . .

قوله عز وجل : { الْحَمْدُ للّه فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ } والفطر الشق عن الشيء بإظهاره للحسن يقال فطر ناب الناقة إذا طلع ، وفطر دمه إذا أخرجه . قال ابن عباس : كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها أي ابتدأتها .

وفي تأويله ههنا وجهان :

أحدهما : خالق السموات والأرض ، قاله قتادة ، والكلبي ، ومقاتل .

الثاني : أنه شقها لما ينزل منها وما يعرج فيها .

{ جَاعِلِ الْمَلآَئِكَةِ رُسُلاً } فيه قولان

: أحدهما : إلى الأنبياء ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : إلى العباد رحمة أو نقمة ، قاله السدي .

{ أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } قال قتادة : بعضهم له جناحان ، وبعضهم ثلاثة ، وبعضهم أربعة . والمثنى والثلاث والرباع ما تكرر فيه الاثنان والثلاثة والأربعة .

{ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَآءُ } فيه ثلاثة تأويلات

 أحدها : أنه حسن الصوت ، قاله الزهري وابن جريج .

الثاني : أنه الشعر الجعد ، حكاه النقاش .

الثالث : يزيد في أجنحة الملائكة ما يشاء ، قاله الحسن .

ويحتمل رابعاً : أنه العقل والتمييز .

ويحتمل خامساً : أنه العلوم والصنائع . ويكون معناه على هذين التأويلين :

كما يزيد في الخلق ما يشاء كذلك يزيد في أجنحة الملائكة ما يشاء .

﴿ ١