سورة يسمكية في قول الجميع ، إلا ابن عباس وقتادة فإنهما قالا إلا آية منها وهي قوله : { وإذا قيل لهم أنفقوا } [ يس : ٤٧ ] الآية . ؟ بسم اللّه الرحمن الرحيم ١يس قوله عز وجل : { يس } فيه خمسة تأويلات : أحدها : أنه اسم من أسماء القرآن ، قاله قتادة . الثاني : أنه اسم من أسماء اللّه تعالى أقسم به ، قاله ابن عباس . الثالث : أنه فواتح من كلام اللّه تعالى افتتح به كلامه ، قاله مجاهد . الرابع : أنه : يا محمد ، قاله محمد بن الحنفية ، وروى علي رضي اللّه عنه قال : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) يقول : { إنَّ اللّه تَعَالَى سَمَّانِي في القُرآنِ بِسَبْعَةِ أَسْمَاءَ : مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدَ وَطه وَيس وَالمُزَّمِّلِ وَالْمُدَّثِّرِ وَعَبدَ اللّه } . الخامس : أنه يا إنسان : قاله الحسن ، وعكرمة ، والضحاك ، وسعيد ابن جبير . ثم اختلفوا فيه فقال سعيد بن جبير وعكرمة هي بلغة الحبشة . وحكى الكلبي أنه بالسريانية وقال الشعبي : هو بلغة طيىء . وقال آخرون : هي بلغة كلب . ويحتمل سادساً : يئس من كذب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) أن يكون مؤمناً باللّه ، نفياً للإيمان أن يكون إلا بالشهادتين ، واليأس أبلغ في النفي من جميع ألفاظه ، ثم أثبت رسالته بقسَمه فقال : ٢٣٤٥{ وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ . إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ . عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يحتمل وجهين : أحدهما : على شريعة واضحة . الثاني : على حجة بينة . ٦قوله عز وجل : { لِّتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ } فيه وجهان : أحدهما : أنهم قريش أنذروا بنبوة محمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) ولم ينذر آباؤهم من قبلهم ، قاله قتادة . الثاني : أنه عام ومعناه لتنذر قوماً كما أنذر آباؤهم ، قاله السدي . { فَهُمْ غَافِلُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : عن قبول الإِنذار . الثاني : عن استحقاق العذاب . ٧قوله عز وجل : { لَقَدْ حَقَّ الْقَولُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ } فيه وجهان : أحدهما : معناه لقد وجب العذاب على أكثرهم ، قاله السدي . الثاني : لقد سبق علم اللّه في أكثرهم ، قاله الضحاك . وفي هذا القول الذي حق عليهم وجهان : أحدهما : أنه الوعيد الذي أوجبه اللّه تعالى عليهم من العذاب . الثاني : أنه الإِخبار عنهم بأنهم لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم . { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } يعني الأكثرية الذين حق القول عليهم ، وهم الذين عاندوا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) من كفار قريش ، وأكثرهم لم يؤمنوا فكان المخبر كالخبر . ٨قوله عز وجل : { إنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِِهِمْ أَغْلاَلاً } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه مثل ضربه اللّه تعالى لهم في امتناعهم من الهدى كامتناع المغلول من التصرف ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : ما حكاه السدي أن ناساً من قريش ائتمروا بالنبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) فجاءوا يريدون ذلك فجعلت أيديهم إلى أعناقهم فلم يستطيعوا أن يبسطوا إليه يداً . الثالث : أن المراد به جعل اللّه سبحانه لهم في النار من الأغلال في أعناقهم ويكون الجعل ها هنا مأخوذاً من الجُعالة التي هي الأجرة كأن جعالتهم في النار الأغلال ، حكاه ابن بحر . وفي قوله : { فِي أَعْنَاقِهِمْ } قولان : أحدهما : في أيديهم ، فكنى بالأعناق عن الأيدي لأن الغُل يكون في الأيدي ، قاله الكلبي ، وحكى قطرب أنها في قراءة ابن عباس : { إنَّا جَعَلْنَا فِي أَيْمَانِهِم أَغْلاَلاً } الثاني : أنها في الأعناق حقيقة ، لأن الأيدي تجمع في الغل إلى الأعناق ، قاله ابن عباس { فَهِيَ إلَى الأَذْقَانِ } فيه وجهان : أحدهما : إلى الوجوه فكنى عنها بالأذقان لأنها منها ، قاله قتادة ، أي قد غلت يده عند وجهه . الثاني : أنها الأذقان المنحدرة عن الشفة في أسفل الوجه لأن أيديهم تماسها إذا علت . { فَهُم مُّقْمَحُونَ } فيه أربعة أوجه : أحدها : رفع رؤوسهم ووضع أيديهم على أفواههم ، قاله مجاهد . الثاني : هو الطامح ببصره إلى موطىء قدمه ، قاله الحسن . الثالث : هو غض الطرف ورفع الرأس مأخوذ من البعير المقمح وهو أن يرفع رأسه ويطبق أجفانه في الشتاء إذا ورد ماء كريهاً ، حكاه النقاش . وقال المبرد ، وأنشد قول الشاعر : ونحن على جوانبها قعود نغض الطرف كالإبل القماح الرابع : هو أن يجذب ذقنه إلى صدره ثم يرفعه مأخوذ من القمح وهو رفع الشيء إلى الفم ، حكاه عليّ بن عيسى وقاله أبو عبيدة . ٩قوله عز وجل : { وَجَعَلْنَا مِن بَينِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : يعني ضلالاً ، قاله قتادة . الثاني : سداً عن الحق ، قاله مجاهد . الثالث : ظلمة سدت قريشاً عن نبي اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) حين ائتمروا لقتله قاله السدي . قال عكرمة : ما صنع اللّه تعالى فهو السُدُّ بالضم ، وما صنع الإنسان فهو السد بالفتح . ١٠{ فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } فيه وجهان : أحدهما : فأغشيناهم بظلمة الكفر فهم لا يبصرون الهدى ، قاله يحيى بن سلام ، ومعنى قول مجاهد . الثاني : فأغشيناهم بظلمة الليل فهم لا يبصرون محمداً ( صلى اللّه عليه وسلم ) حين ائتمروا على قتله ، قاله السدي ، ومحمد بن كعب . ١١قوله عز وجل : { إِنَّمَا تُنذِرُ مَن اتَّبَعَ الذِّكرَ } يعني القرآن . { وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ } فيه وجهان : أحدهما : ما يغيب به عن الناس من شر عمله ، قاله السدي . الثاني : ما غاب من عذاب اللّه وناره ، قاله قتادة . { فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ } لذنبه . { وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } لطاعته ، وفيه وجهان : أحدهما : أنه الكثير . الثاني : الذي تنال معه الكرامة . ١٢قوله عز وجل : { إنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى } فيه وجهان : أحدهما : نحييهم بالإيمان بعد الكفر ، قاله الضحاك . الثاني : بالبعث للجزاء ، قاله يحيى بن سلام . { ونَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَارَهُمْ } فيه تأويلان : أحدهما : ما قدموا هو ما عملوا من خير أو شر ، وآثارهم ما أثروا من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها بعدهم ، قاله سعيد بن جبير . الثاني : ما قدموا : أعمالهم ، وآثارهم : خطاهم إلى المساجد ، قاله مجاهد . روى سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : كانت بنو سلمة في ناحية من المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قريب من المسجد ، فنزلت : { إنَّا نَحْنُ نُحِيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَارَهُمْ } وقال لهم النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { إن آثَارَكُمْ تُكْتَبُ فَلَمْ يَنتَقِلُوا } . ويحتمل إن لم يثبت نقل هذا السبب تأويلاً ثالثاً أن آثارهم هو أن يصلح من صاحبهم بصلاحهم ، أو يفسد بفسادهم . { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ } فيه وجهان : أحدهما : علمناه . الثاني : حفظناه . { في إمَامٍ مُّبِينٍ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدهما : اللوح المحفوظ ، قاله السدي . الثاني : أم الكتاب قاله مجاهد . الثالث : معناه طريق مستقيم ، قاله الضحاك . ١٣قوله عز وجل : { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إذْ جَآءَهَا الْمُرْسَلُونَ } هذه القرية هي أنطاكية من قول جميع المفسرين . ١٤{ إذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا } اختلف في اسميهما على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنهما شمعون ويوحنا ، قاله شعيب . الثاني : صادق وصدوق ، قاله ابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه . الثالث : سمعان ويحيى ، حكاه النقاش . { فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : فشددنا ، قاله مجاهد . الثاني : فزدنا ، قاله ابن جريج . الثالث : قوينا مأخوذ من العزة وهي القوة المنيعة ، ومنه قولهم : من عز وبز : واختلف في اسمه على قولين : أحدهما : يونس قاله شعيب . الثاني : شلوم ، قاله ابن عباس وكعب ووهب . وكان ملك أنطاكية أحد الفراعنة يعبد الأصنام مع أهلها ، وكانت لهم ثلاثة أصنام يعبدونها ، ذكر النقاش أن أسماءها رومس وقيل وارطميس . واختلف في اسم الملك على قولين : أحدهما : أن اسمه أنطيخس ، قاله ابن عباس وكعب ووهب . الثاني : انطرا ، قاله شعيب . ١٥قوله عز وجل : { مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } وهذا القول منهم إنكار لرسالته ، ويحتمل وجهين : أحدهما : أنكم مثلنا غير رسل وإن جاز أن يكون البشر رسلاً . الثاني : إن مثلكم من البشر لا يجوز أن يكونوا رسلاً . { وَمَآ أَنزَلَ الرَّحْمنُ مِن شَيْءٍ } يحتمل وجهين : أحدهما : أن يكون ذلك منهم إنكاراً للرحمن أن يكون إلهاً مرسلاً . الثاني : أن يكون ذلك إنكاراً أن يكونوا للرحمن رسلاً . { إنْ أَنتُمْ إِلاَّ تُكْذِبُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : تكذبون في أن لنا إلهاً . الثاني : تكذبون في أن تكونوا رسلاً . ١٦قوله عز وجل : { قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إنَّا إلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } فإن قيل يعلم اللّه تعالى أنهم لا تكون حجة عند الكفار لهم . قيل يحتمل قولهم ذلك وجهين : أحدهما : معناه ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون بما يظهره لنا من المعجزات ، وقد قيل إنهم أحيوا ميتاً وأبرؤوا زمِناً . الثاني : أن تمكين ربنا لنا إنما هو لعلمه بصدقنا . واختلف أهل العلم فيهم على قولين : أحدهما : أنهم كانوا رسلاً من اللّه تعالى إليهم . الثاني : أنهم كانوا رسل عيسى عليه السلام من جملة الحواريين أرسلهم إليهم فجاز ، لأنهم رسل رسول اللّه ، أن يكونوا رسلاً للّه ، قاله ابن جريج . ١٧{ وَمَا عَلَيْنَآ إلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ } يعني بالإعجاز الدال على صحة الرسالة أن الذي على الرسل إبلاغ الرسالة وليس عليهم الإجابة ، وإنما الإجابة على المدعوين دون الداعين . ١٨قوله عز وجل : { قَالُواْ إنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : تشاءَمنا بكم ، وعساهم قالوا ذلك لسوء أصابهم ، قاله يحيى بن سلام . قيل إنه حبس المطر عن أنطاكية في أيامهم . الثاني : معناه إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم ، قاله قتادة : تحذيراً من الرجوع عن دينهم . الثالث : استوحشنا منكم فيما دعوتمونا إليه من دينكم . { لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : لنرجمنكم بالحجارة ، قاله قتادة . الثاني : لنقتلنكم ، قاله السدي . الثالث : لنشتمنكم ونؤذيكم ، قاله النقاش . { وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } فيه وجهان : أحدهما : أنه القتل . الثاني : التعذيب المؤلم قبل القتل . ١٩قوله عز وجل : { قَالُواْ طَآئِرَكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُمْ } فيه أربعة أوجه : أحدها : أن أعمالكم معكم أئن ذكرناكم باللّه تطيرتم بنا ، قاله قتادة . الثاني : أن الشؤم معكم إن أقمتم على الكفر إذا ذكرتم ، قاله ابن عيسى . الثالث : معناه أن كل من ذكركم باللّه تطيرتم به ، حكاه بعض المتأخرين . الرابع : أن عملكم ورزقكم معكم ، حكاه ابن حسام المالكي . { بَل أَنتُمْ قومٌ مُّسْرفُونَ } فيه وجهان : أحدهما : في تطيركم ، قاله قتادة . الثاني : مسرفون في كفركم ، قاله يحيى بن سلام . وقال ابن بحر : السرف ها هنا الفساد ومعناه بل أنتم قوم مفسدون ، ومنه قول الشاعر : إن امرأ سرف الفؤاد يرى عسلاً بماءِ غمامة شتمي وقيل : إن شمعون من بينهم أحيا بنت ملك أنطاكية من قبرها ، فلم يؤمن أحد منهم غير حبيب النجار فإنه ترك تجارته حين سمع بهم وجاءهم مسرعاً فآمن ، وقتلوا جميعاً وحبيب معهم ، وألقوا في بئر . قال مقاتل : هم أصحاب الرس : ولما عرج بروح حبيب إلى الجنة تمنى فقال { يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بَمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ } ٢٠قوله عز وجل : { وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى } اختلف فيه على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه كان إسكافاً ، قاله عمربن عبد الحكيم . الثاني : أنه كان قصاراً ، قاله السدي . الثالث : أنه كان حبيب النجار ، قاله ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد . { قَالَ يَا قَومِ اتَّبِعُواْ الْمُرْسَلِينَ } وفي علمه بنبوتهم وتصديقه لهم قولان : أحدهما : لأنه كان ذا زمانة أو جذام فأبرؤوه ، قاله ابن عباس . الثاني : لأنهم لما دعوه قال أتأخذون على ذلك أجراً ؟ قالوا لا ، فاعتقد صدقهم وآمن بهم ، قاله أبو العالية . ٢١قوله عز وجل : { اتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً } يحتمل وجهين : أحدهما : أن يكون قال ذلك تنبيهاً على صدقهم . الثاني : أن يكون قال ذلك ترغيباً في أجابتهم . { وُهُم مُّهْتَدُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : مهتدون لهدايتكم . الثاني : مهتدون فاهتدوا بهم . ٢٢قوله عز وجل : { وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي } أي خلقني { وَإِلَيهِ تُرْجَعُونَ } أي تبعثون . فإن قيل : فلم أضاف الفطرة إلى نفسه والبعث إليهم وهو معترف أن اللّه فطرهم جميعاً ويبعثهم إليه جميعاً ؟ قيل : لأنه خلق اللّه تعالى له نعمة عليه توجب الشكر ، والبعث في القيامة وعيد يقتضي الزجر ، فكان إضافة النعمة ، إلى نفسه إضافة شكر ، وإضافة الزجر إلى الكافر أبلغ أثراً . قال قتادة : بلغني أنهم لما قال لهم : وما لي لا أعبد الذي فطرني وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه وهو يقول : يا رب اهدِ قومي ، أحسبه قال : فإنهم لا يعلمون . ٢٣أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَانُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنْقِذُونِ (٢٣) ٢٤إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ (٢٤) ٢٥قوله عز وجل : { إِنِّي ءَامَنتُ بِرَبِّكُم فَاسْمَعُونِ } فيه قولان : أحدهما : أنه خاطب الرسل بذلك أنه يؤمن باللّه ربهم { فَاسْمَعُونِ } أي فاشهدوا لي ، قاله ابن مسعود . الثاني : أنه خاطب قومه بذلك ، ومعناه إني آمنت بربكم الذي كفرتم به فاسمعوا قولي ، قاله وهب بن منبه . ٢٦قوله عز وجل : { قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ } فيه قولان : أحدهما : أنه أمر بدخول الجنة . الثاني : أنه أخبر بأنه قد استحق دخول الجنة لأن دخولها يستحق بعد البعث . { قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ } في هذا التمني منه قولان : أحدهما : أنه تمنى أن يعلموا حاله ليعلموا حسن مآله وحميد عاقبته . الثاني : أنه تمنى ذلك ليؤمنوا مثل إيمانه فيصيروا إلى مثل حاله . قال ابن عباس : نصح قومه حياً وميتاً . ٢٧ويحتمل قوله : { وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكرَمِينَ } وجهين : أحدهما : ممن أكرمه بقبول عمله . الثاني : ممن أحله دار كرامته . ٢٨قوله عز وجل { وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء } فيه قولان : أحدهما : معنى جند من السماء أي رسالة ، قاله مجاهد ، لأن اللّه تعالى قطع عنهم الرسل حين قتلوا رسله . الثاني : أن الجند الملائكة الذين ينزلون الوحي على الأنبياء ، قاله الحسن . { وما كنا منزلين } أي فاعلين . ٢٩{ إن كانت إلا صيحة واحدةً } فيها قولان : أحدهما : أنَّ الصيحة هي العذاب . الثاني : أنها صيحة من جبريل عليه السلام ليس لها مثنوية ، قاله السدي . { فإذا هم خامدون } أي ميتون تشبيهاً بالرماد الخامد . ٣٠قوله عز وجل : { يا حسرةً على العباد ما يأتيهم } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : يا حسرة العباد على أنفسها ، قال قتادة ، وحكاه عبد الرحمن بن أبي حاتم في بعض القراءات متلوٍّا . الثاني : أنها حسرتهم على الرسل الثلاثة ، قاله أبو العالية . الثالث : أنها حسرة الملائكة على العباد في تكذيبهم الرسل ، قاله الضحاك . وفيه وجه رابع : عن ابن عباس أنهم حلوا محل من يتحسر عليهم . { ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءُون } الاستهزاء منهم قبل العذاب . وفي الحسرة منهم قولان : أحدهما : بعد معاينة العذاب . الثاني : في القيامة ، قاله ابن عباس . ٣١أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (٣١) ٣٢قوله عز وجل : { وإن كلُّ لما جميعٌ } يعني الماضين والباقين . { لدينا محضرون } فيه وجهان : أحدهما : معذبون ، قاله السدي . الثاني : مبعثون ، قاله يحيى بن سلام . ٣٣وآية لهم الأرض . . . . . قوله عز وجل : { وفجرنا فيها مِن العيون ليأكلوا من ثمَرِه وما عَمِلتْهُ أيديهم } فيه وجهان : أحدهما : أنها إثبات وتقديره : ومما عملته أيديهم ، قاله الكلبي والفراء وابن قتيبة . والوجه الثاني : أنها جحد وفيها على هذا القول وجهان : أحدهما : وما لم تعمله أيديهم من الأنهار التي أجراها اللّه سبحانه لهم . قال الضحاك يعني الفرات ودجلة ونهر بلخ ونيل مصر . الثاني : وما لم تعمله أيديهم من الزرع الذي أنبته اللّه تعالى لهم . ٣٤وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) ٣٥لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ (٣٥) ٣٦قوله عز وجل : { سبحان الذي خَلَق الأزواج كلها } فيه وجهان : أحدهما : يعني الأصناف كلها ، قاله السدي . الثاني : يعني من النخل والشجر والزرع كل صنف منه زوج . { ومن أنفسهم } وفي ذلك دليل على مشاكلة الحيوان لهم في أنها زوج ذكر وأنثى . { ومما لا يَعْلمون } فيه وجهان : أحدهما : يعني الروح التي يعلمها اللّه ولا يعلمها غيره . الثاني : ما يرى نادراً من حيوان ونبات . ويحتمل ثالثاً : مما لا تعلمون من تقلب الولد في بطن أمه . ٣٧وآية لهم الليل . . . . . قوله عز وجل : { وآيةٌ لهم الليل نسلخ منه النهار } أي نخرج منه النهار يعني ضوءه ، مأخوذ من سلخ الشاة إذا خرجت من جلدها . { فإذا هم مظلمون } أي في ظلمة لأن ضوء النهار يتداخل في الهواء فيضىء ، فإذا خرج منه أظلم . ٣٨{ والشمس تجري لمستقر لها } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : يعني لانتهاء أمرها عند انقضاء الدنيا ، حكاه ابن عيسى . الثاني : لوقت واحد لا تعدوه ، قاله قتادة . الثالث : أي أبعد منازلها في الغروب ، ثم ترجع إلى أدنى منازلها ، قاله الكلبي . وروى عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأها : والشمس تجري لا مستقر لها . وتأويل هذه القراءة أنها تجري في الليل والنهار ولا وقوف لها ولا قرار . ٣٩قوله عز وجل : { والقمر قدرناه منازل } فيه وجهان : أحدهما : جعله في كل ليلة على مقر له ، يزيد في كل ليلة من أول الشهر حتى يستكمل ثم ينقص بعد استكماله حتى يعود كما بدأ ، وهو محتمل . الثاني : أنه يطلع كل ليلة في منزل حتى يستكمل جميع المنازل في كل شهر ، ولذلك جعل بعض الحساب السنة الشمسية ثلاثة عشر شهراً قمرياً . { حتى عَادَ كالعرجون القديم } فيه قولان : أحدهما : أنه العذق اليابس إذا استقوس ، وهو معنى قول ابن عباس ، ومنه قول أعشى قيس : شرق المسك والعبير بها فهي صفراء كعرجون القمر الثاني : أنه النخل إذا انحنى مائلاً ، قاله الحسن . ٤٠{ لا الشمس ينبغي لها أن تُدْرِك القَمر } فيه خمسة تأويلات : أحدها : أي لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر ، قاله مجاهد . الثاني : لا يجتمع ضوء أحدهما مع ضوء الآخر ، لأن ضوء القمر ليلاً وضوء الشمس نهاراً ، فإذا جاء سلطان أحدهما ذهب سلطان الآخر ، قاله قتادة . الثالث : معناه أنهما إذا اجتمعا في السماء كان أحدهما بين يدي الآخر في منازل لا يشتركان فيها ، قاله ابن عباس . الرابع : أنهما لا يجتمعان في السماء ليلة الهلال خاصة ، قاله الحسن . الخامس : أنه لا تدرك الشمس القمر ليلة البدر خاصة لأنه يبادر بالمغيب قبل طلوعها ، حكاه يحيى بن سلام . { ولا الليلُ سابق النهار } فيه وجهان : أحدهما : يعني أنه لا يتقدم الليل قبل استكمال النهار وهو معنى قول يحيى بن سلام . الثاني : أنه لا يأتي ليل بعد ليل متصل حتى يكون بينهما نهار منفصل ، وهو معنى قول عكرمة . ومن الناس من يجعل هذا دليلاً على أن أول الشهر النهار دون الليل ، لأنه إذا لم يسبق الليل النهار واستحال اجتماعهما وجب أن يكون النهار سابقاً . وهذا قول يدفعه الشرع ويمنع منه الإجماع . { وكلٌّ في فلك يسْبَحون } قال الحسن : الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملتصقة بالسماء ، ولو كانت ملتصقة ما جرت . وفي قوله تعالى : { يسبحون } ثلاثة أقاويل : أحدها : يجرون ، قاله ابن عباس . الثاني : يدورون كما يدور المغزل في الفلكة ، قاله عكرمة ومجاهد . الثالث : يعملون ، قاله الضحاك . ٤١وآية لهم أنا . . . . . قوله عز وجل : { وآية لهم } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : عبرة لهم لأن في الآيات اعتباراً . الثاني : نعمة عليهم لأن في الآيات إنعاماً . الثالث : إنذار لهم لأن في الآيات إنذاراً . { أنَّا حَملْنا ذُرّيتَهم في الفلك المشحون } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن الذرية الآباء حملهم اللّه تعالى في سفينة نوح عليه السلام ، قاله أبان بن عثمان ، وسمى الآباء ذرية لأن منهم ذرء الأبناء . الثاني : أن الذرية الأبناء والنساء لأنهم ذرء الآباء حملوا في السفن ، والفلك هي السفن الكبار ، قاله السدي . الثالث : أن الذرية النطف حملها اللّه تعالى في بطون النساء تشبيهاً بالفلك المشحون ، قاله عليّ رضي اللّه عنه . وفي { المشحون } قولان : أحدهما : الموقر ، قاله ابن عباس . الثاني : المملوء ، حكاه ابن عباس أيضاً . ٤٢{ وخلقنا لهم من مثله ما يركبون } فيه أربعة تأويلات : أحدها : أنه خلق مثل سفينة نوح مما يركبونها من السفن ، قاله ابن عباس . الثاني : أنها السفن الصغار خلقها لهم مثل السفن الكبار ، قاله أبو مالك . الثالث : أنها سفن الأنهار خلقها لهم مثل سفن البحار ، قاله السدي . الرابع : أنها الإبل خلقها لهم للركوب في البر مثل السفن المركوبة في البحر ، قاله الحسن وعبد اللّه بن شداد . والعرب تشبه الإبل بالسفن ، قال طرفة : كأنَّ حدوج المالكية غدوةً خلايا سَفينٍ بالنواصِف من رَدِ ويجيء على مقتضى تأويل عليّ رضي اللّه عنه في أن الذرية في الفلك المشحون هي النطف في بطون النساء . قولٌ خامس في قوله : { وخلقنا لهم من مثله ما يركبون } : أن يكون تأويله النساء خلقن لركوب الأزواج ، لكن لم أره محكياً . ٤٣قوله عز وجل : { وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم } فيه وجهان : أحدهما : فلا مغيث لهم ، رواه سعيد عن قتادة . الثاني : فلا منعة لهم ، رواه شيبان عن قتادة . { ولا هم ينقذون } فيه وجهان : أحدهما : من الغرق . الثاني : من العذاب . ٤٤{ إلا رحمة منا } فيه وجهان : أحدهما : إلا رحمتنا ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : إلا نعمة منا ، قاله مقاتل . { ومتاعاً إلى حين } فيه وجهان : أحدهما : إلى الموت ، قاله قتادة . الثاني : إلى القيامة ، قاله يحيى . ٤٥قوله عز وجل : { وإذا قيل لهم اتَّقوا ما بين أيديكم وما خلْفكم } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : ما بين أيديكم ما مضى من الذنوب ، وما خلفكم ما يأتي من الذنوب ، قاله مجاهد . الثاني : ما بين أيديكم من الدنيا ، وما خلفكم من عذاب الآخرة ، قاله سفيان . الثالث : ما بين أيديكم عذاب اللّه لمن تقدم من عاد وثمود ، وما خلفكم من أمر الساعة ، قاله قتادة . ويحتمل تأويلاً رابعاً : ما بين أيديكم ما ظهر لكم ، وما خلفكم ما خفي عنكم . { لعلكم ترحمون } معناه لكي ترحموا فلا تعذبوا . ولهذا الكلام جواب محذوف تقديره : إذا قيل لهم هذا أعرضوا عنه . ٤٦قوله عز وجل : { وما تأتيهم مِن آيةٍ مِنْ آيات ربِّهم } فيها ثلاثة تأويلات : أحدها : من آية من كتاب اللّه ، قاله قتادة . الثاني : من رسول ، قاله الحسن . الثالث : من معجز ، قاله النقاش . ويحتمل رابعاً : ما أنذروا به من زواجر الآيات والعبر في الأمم السالفة . ٤٧قوله عز وجل : { وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم اللّه قال الذين كفروا } الآية . فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنهم اليهود أمروا بإطعام الفقراء فقالوا { أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه } قال الحسن . الثاني : أنهم الزنادقة أمروا فقالوا ذلك ، قاله قتادة . الثالث : أنهم مشركو قريش جعلوا لأصنامهم في أموالهم سهماً فلما سألهم الفقراء أجابوهم بذلك ، قاله النقاش . ويحتمل هذا القول منهم وجهين : أحدهما : إنكارهم وجوب الصدقات في الأموال . الثاني : إنكارهم على إغناء من أفقره اللّه تعالى ومعونة من لم يعنه اللّه تعالى . { إن أنتم إلا في ضلال مبين } فيه قولان : أحدهما : أنه من قول الكفار لمن أمرهم بالإطعام ، قاله قتادة . الثاني : أنه من قول اللّه تعالى لهم حين ردوا بهذا الجواب ، حكاه ابن عيسى . ٤٨قوله عز وجل : { ويقولون متى هذا الوعدُ إن كنتم صادقين } فيه وجهان : أحدهما : ما وعدوا به من العذاب ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : ما وعدوا به من الظفر بهم ، قاله قتادة . ٤٩قوله عز وجل : { ما ينظرون إلا صيحةً واحدة تأخذهم } قال السدي : هي النفخة الأولى من إسرافيل ينتظرها آخر هذه الأمة من المشركين ، وروى نعيم عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) { تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعانه فما يطويانه حتى تقوم ، والرجل يخفض ميزانه فما يرفعه حتى تقوم ، والرجل يليط حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتى تقوم ، والرجل يرفع أكلته إلى فيه فما تصل إلى فيه حتى تقوم } . { وهم يخصمون } فيه وجهان : أحدهما : يتكلمون في معايشهم ومتاجرهم ، قاله السدي . الثاني : يخصمون في دفع النشأة الثانية ، حكاه ابن عيسى . ٥٠{ فلا يستطيعون توصية } أي يستطيع بعضهم أن يوصي إلى بعض بما في يديه من حق . ويحتمل وجهاً ثانياً : أنه لا يستطيع أن يوصي بعضهم بعضاً بالتوبة والإقلاع . { ولا إلى إهلهم يرجعون } أي إلى منازلهم ، قال قتادة لأنهم أعجلوا عن ذلك . ٥١قوله عز وجل : { ونفخ في الصور } وهذه هي النفخة الثانية للنشأة وقيل إن بينهما أربعين سنة . روى المبارك بن فضالة عن الحسن قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) { بين النفختين أربعون : الأولى يميت اللّه سبحانه بها كل حي ، والآخرة يحيي اللّه بها كل ميت } والنفخة الثانية من الآخرة . وفي الأولى قولان : أحدهما : أنها من الدنيا ، قاله عكرمة . الثاني : أنها من الآخرة ، قاله الحسن . { فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } والأجداث القبور ، وأحدها جدث . وفي قوله تعالى { ينسلون } ثلاثة تأويلات : أحدها : يخرجون ، قاله ابن عباس وقتادة ، قال الشاعر : . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فسلي ثيابي من ثيابك تنسلي الثاني : يسرعون ، كقول الشاعر : عسلان الذئب أمسى قاربا بَرَدَ الليلُ عليه فنسل الثالث : يتخلصون من السلو ، قاله ابن بحر . ٥٢قوله عز وجل : { قالوا يا ويلنا من بعثنا مِن مَرقدنا } قال قتادة : هي النومة بين النفختين لا يفتر عنهم عذاب القبر إلا فيها . وفي تأويل هذا القول قولان : أحدهما : أنه قول المؤمنين ثم يجيبون أنفسهم فيقولون : { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } حكاه ابن عيسى . الثاني : أنه قول الكفار لإنكارهم البعث فيقال لهم : { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } . وفي قائل ذلك لهم قولان : أحدهما : أنه قول المؤمنين لهم عند قيامهم من الأجداث معهم ، قاله قتادة . الثاني : أنه قول الملائكة لهم ، قاله الحسن . وفي { هذا } وجهان : أحدهما : أنه إشارة إلى المرقد تماماً لقوله تعالى { من بعثنا من مرقدنا هذا } وعليه يجب أن يكون الوقف . الثاني : أنه ابتداء { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } فيكون إشارة إلى الوعد ويكون الوقف قبله والابتداء منه . ٥٣إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (٥٣) ٥٤فَالْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤) ٥٥قوله عز وجل : { إن أصحاب الجنة اليوم في شُغُل فاكهون } فيه أربعة أقاويل : أحدها : في افتضاض الأبكار ، قاله الحسن وسعيد بن جبير وابن مسعود وقتادة . الثاني : في ضرب الأوتار ، قاله ابن عباس ومسافع بن أبي شريح . الثالث : في نعمة ، قاله مجاهد . الرابع : في شغل مما يَلقى أهل النار ، قاله إسماعيل بن أبي خالد وأبان بن تغلب . وروي بضم الغين وقرىء بتسكينها وفيها وجهان : أحدهما : أن الشغل بالضم المحبوب . الثاني : الشغل بالإسكان يعني المروة ، فعلى هذا لا يجوز أن يقرأ بالإسكان في أهل الجنة ولا يقرأ بالضم في أهل النار . { فاكهون } ويقرأ : فكهون ، بغير ألف . وفي اختلاف القراءتين وجهان : أحدهما : أنها سواء ومعناهما واحد يقال فاكه وفكه كا يقال حاذر وحذر قاله الفراء . الثاني : أن معناهما في اللغة مختلف فالفكه الذي يتفكه بأعراض الناس . والفاكه ذو الفاكهة ، قاله أبو عبيد وأنشد : فكه إلى جنب الخوان إذا عدت نكْباء تقلع ثابت الأطنابِ وفيه ها هنا أربعة تأويلات : أحدها : فرحون ، قاله ابن عباس . الثاني : ناعمون ، قاله قتادة . الثالث : معجبون ، قاله مجاهد . الرابع : ذو فاكهة كما يقال شاحم لاحم أي ذو شحم ولحم ، وكما قال الشاعر : وغررتني وزعمت أنَّك لابنٌ بالصيف تامر أي ذو لبن وتمر . ٥٦قوله عز وجل : { هم وأزواجُهم في ظلال } فيه وجهان : أحدهما : وأزواجهم في الدنيا من وافقهم على إيمانهم . الثاني : أزواجهم اللاتي زوّجهم اللّه تعالى بهن في الجنة من الحور العين . { في ظِلال } يحتمل وجهين : أحدهما : في ظلال النعيم . الثاني : في ظلال تسترهم من نظر العيون إليهم . ٥٧قوله عز وجل : { لهم فيها فاكهةٌ ولهُم ما يَدَّعون } فيه أربعة تأويلات : أحدها : ما يشتهون ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : ما يسألون ، قاله ابن زياد . الثالث : ما يتمنون ، قاله أبو عبيدة . الرابع : ما يدعونه فيأتيهم ، قاله الكلبي قال الزجاج : وهو مأخوذ من الدعاء . ويحتمل خامساً : ما يدّعون أنه لهم فهو لهم لا يدفعون عنه ، وهم مصروفون عن دعوى ما لا يستحقون . ٥٩قوله عز وجل : { سلامٌ قولاً مِن رَبِّ رحيم } فيه وجهان : أحدهما : أنه سلام اللّه تعالى عليهم إكراماً لهم ، قاله محمد بن كعب . الثاني : أنه تبشير اللّه تعالى لهم بسلامتهم . ٥٩قوله عز وجل : { وامتازوا اليوم أيُّها المجرمون } فيه وجهان : أحدهما : قاله الكلبي ، لأن المؤمنين والكفار يحشرون مع رسلهم فلذلك يؤمرون بالامتياز . الثاني : يمتاز المجرمون بعضهم من بعض ، فيمتاز اليهود فرقة ، والنصارى فرقة ، والمجوس فرقة ، والصابئون فرقة ، وعبدة الأوثان فرقة ، قاله الضحاك . فيحتمل وجهين : أحدهما : أن يكون الامتياز عند الوقوف . الثاني : عند الانكفاء إلى النار . قال دواد بن الجراح : فيمتاز المسلمون من المجرمين إلا صاحب الهوى فيكون مع المجرمين . ٦٠أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) ٦١وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) ٦٢قوله عز وجل : { ولقد أَضَلَّ منكم جبلاً كثيراً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : جموعاً كثيرة ، قاله قتادة . الثاني : أمماً كثيرة ، قاله الكلبي . الثالث : خلقاً كثيراً ، قاله مجاهد ومطرف . وحكى الضحاك أن الجِبِلّ الواحد عشرة آلاف ، والكثير ما لا يحصيه إلاّ اللّه تعالى . ٦٣هذه جهنم التي . . . . . قوله عز وجل : { اليوم نختم على أفواههم } فيه وجهان : أحدهما : أن يكون منعها من الكلام هو الختم عليها . الثاني : أن يكون ختماً يوضع عليها فيرى ويمنع من الكلام . وفي سبب الختم أربعة أوجه : أحدها : لأنهم قالوا { واللّه ربنا ما كنا مشركين } " فختم اللّه تعالىعلى أفواههم حتى نطقت جوارحهم ، قاله أبو موسى الأشعري . الثاني : لِيَعرفهم أهل الموقف فيتميزون منهم ، قاله ابن زياد . الثالث : لأن إقرار غير الناطق أبلغ في الإلزام من إقرار الناطق لخروجه مخرج الإعجاز وإن كان يوماً لا يحتاج فيه إلى الإعجاز . الرابع : ليعلم أن أعضاءه التي كانت لهم أعواناً في حق نفسه صارت عليه شهوداً في حق ربه . { وتُكلِّمنا أيديهم وتشهدُ أرجلهم بما كانوا يكسبون } وفي كلامها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه يظهر منها سِمة تقوم [ مقام ] كلامها كما قال الشاعر : وقد قالت العينان سمعاً وطاعة وحَدَّرنا كالدر لما يثَقّبِ الثاني : أن الموكلين بها يشهدون عليها . الثالث : أن اللّه تعالى يخلق فيها ما يتهيأ معه الكلام منها . روى الشعبي عن أنس أن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) قال : { يقال لأركانه انطقي فتنطق بعمله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول : بُعداً لكنَّ وسحقاً فعنكن كنت أناضل } . فإن قيل فلم قال { وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم } فجعل ما كان من اليد . كلاماً ، وما كان من الرجل شهادة ؟ قيل لأن اليد مباشرة لعمله والرجل حاضرة ، وقول الحاضر على غيره شهادة ، وقول الفاعل على نفسه إقرار ، فلذلك عبّر عما صدر من الأيدي بالقول ، وعما صدر من الأرجل بالشهادة . وقد روى شريح بن عبيد عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) يقول : { أول عظم من الإنسان يتكلم يوم يختم على الأفواه فخذه من الرجل اليسرى } . فاحتمل أن يكون تقدم الفخذ بالكلام على سائر الأعضاء لأن لذة معاصيه يدركها بحواسه التي في الشطر الأعلى من جسده ، وأقرب أعضاء الشطر الأسفل منها الفخذ ، فجاز لقربه منها أن يتقدم في الشهادة عليها ، وتقدمت اليسرى لأن الشهوة في ميامن الأعضاء أقوى منها في مياسرها ، فلذلك تقدمت اليسرى على اليمنى لقلة شهوتها . ٦٤اِصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٦٤) ٦٥اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥) ٦٦قوله عز وجل : { ولو نشاءُ لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصِّراطَ } فيه وجهان : أحدهما : لأعمينا أبصار المشركين في الدنيا فضلوا عن الطريق فلا يبصرون عقوبة لهم ، قاله قتادة . الثاني : لأعمينا قلوبهم فضلوا عن الحق فلم يهتدوا إليه ، قاله ابن عباس . قال الأخفش وابن قتيبة : المطموس هو الذي لا يكون بين جفنيه شق مأخوذ من طمس الريح الأثر . ٦٧{ ولو نشاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ } فيه ثلاث تأويلات : أحدها : لأقعدناهم على أرجلهم ، قاله الحسن وقتادة . الثاني : لأهلكناهم في مساكنهم ، قاله ابن عباس . الثالث : لغيّرنا خلْقهم فلا ينقلبون ، قاله السدي . { فما استطاعوا مُضِيّاً ولا يرجعون } فيه وجهان : أحدهما : فما استطاعوا لو فعلنا ذلك بهم أن يتقدموا ولا يتأخروا ، قاله قتادة . الثاني : فما استطاعوا مُضِيّاً في الدنيا ، ولا رجوعاً فيها ، قاله أبو صالح . ٦٨قوله عز وجل : { ومَن نعمِّره ننكِّسهُ في الخَلْق } في قوله { نعمره } قولان : أحدهما : بلوغ ثمانين سنة ، قاله سفيان . الثاني : هو الهرم ، قاله قتادة . وفي قوله تعالى { ننكِّسْه } تأويلان : أحدهما : نردُّه في الضعف إلى حال الضعف فلا يعلم شيئاً ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : نغير سمعه وبصره وقوته ، قاله قتادة . و { في الخلق } وجهان : أحدهما : جميع الخلق ويكون معناه : ومن عمرناه من الخلق نكسناه في الخلق . والوجه الثاني : أنه عنى خلقه ، ويكون معنى الكلام : من أطلنا عمره نكسنا خلقه ، فصار مكان القوة الضعف ، ومكان الشباب الهرم ، ومكان الزيادة النقصان . { أفلا تعقلون } أن من فعل هذا بكم قادر على بعثكم . ٦٩قوله عز وجل : { وما علّمْناه الشِّعر وما ينبغي له } يحتمل وجهين : أحدهما : أي ليس الذي علمناه من القرآن شعراً . الثاني : أي لم نعلم رسولنا أن يقول الشعر . { وما ينبغي له } يحتمل وجهين : أحدهما : وما ينبغي له أن يقول شعراً . الثاني : وما ينبغي لنا أن نعلمه شعراً . { إنْ هو لا ذكر وقرآن مُبين } يحتمل وجهين : أحدهما : إنْ علّمناه إلا ذكراً وقرآناً مبيناً . الثاني : إنْ هذا الذي يتلوه عليكم إلا ذكر وقرآن مبين . ٧٠قوله عز وجل : { لينذر من كان حَيّاً } فيه قولان : أحدهما : لتنذر يا محمد من كان حياً ، وهذا تأويل من قرأ بالتاء . الثاني : لينذر القرآن من كان حياً ، وهو تأويل من قرأ بالياء . وفي { مَن كان حَيّاً } ها هنا أربعة تأويلات : أحدها : من كان غافلاً ، قاله الضحاك . الثاني : من كان حي القلب حي البصر ، قاله قتادة . الثالث : من كان مؤمناً ، قاله يحيى بن سلام . الرابع : من كان مهتدياً ، قاله السدي . { ويحِقَّ القَوْل على الكافرين } معناه : ويجب العذاب على الكافرين . ٧١أو لم يروا . . . . . قوله عز جل : { أو لم يروا أَنا خلقنا لهم مما عَمِلتْ أيدينا أنعاماً } فيه وجهان : أحدهما يعني بقوتنا : قاله الحسن كقوله تعالى { والسماء بنيناها بأيد } " [ الذاريات : ٤٧ ] أي بقوة . الثاني : يعني من فعلنا وعملنا من غير أن نكله إلى غيرنا ، قاله السدي . والأنعام : الإبل والبقر والغنم . { فهم لها مالكون } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : ضابطون ، قاله قتادة ، ومنه قول الشاعر : أصبحت لا أحمل السِّلاح ولا أملِك رأس البعير إن نَفَرا الثاني : مطبقون رواه معمر . الثالث : مقتنون وهو معنى قول ابن عيسى . ٧٢قوله عز وجل : { وذللناها لهم } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : وطيبناها لهم ؛ قاله ابن عيسى . الثاني : سخرناها لهم ، قاله ابن زيد . الثالث : ملكناها لهم . { فمنها ركوبُهم } والركوب بالضم مصدر ركب يركب ركوباً ، والركوب بالفتح الدابة التي تصلح أن تركب . { ومنها يأكلون } يعني لحوم المأكول منها . ٧٣{ ولهم فيها منافع } قال قتادة : هي لبس أصوافها . { ومشارب } يعني شرب ألبانها { أفلا يشكرون } يعني رب هذه النعمة بتوحيده وطاعته . ٧٤واتخذوا من دون . . . . . قوله عز وجل : { . . . وهم لهم جندٌ محضرون } يعني أن المشركين لأوثانهم جند ، وفي الجند ها هنا وجهان : أحدهما : شيعة ، قاله ابن جريج . الثاني : أعوان . { محضرون } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : محضرون عند الحساب ، قاله مجاهد . الثاني : محضرون في النار ، قاله الحسن . الثالث : محضرون للدفع عنهم والمنع منهم ، قاله حميد . قال قتادة : يغضبون لآلهتهم ، وآلهتهم لا تنصرهم . ٧٥لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ (٧٥) ٧٦فَلاَ يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٦) ٧٧أو لم ير . . . . . قوله عز وجل : { أو لَمْ يَرَ الإنسان أَنَّا خلقناه مِن نفطةٍ } فيه قولان : أحدهما : أنها نزلت في أبيّ بن خلف الجمحي أتى النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) يجادله في بعث الموتى ، قاله عكرمة ومجاهد والسدي . الثاني : أنها نزلت في العاص بن وائل أخذ عظماً من البطحاء ففته بيده ثم قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : أيحيي اللّه هذا بعدما أرمّ ؟ فقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) { نعم ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم } فنزلت هذه الآيات فيه ، قاله ابن عباس . { فإذا هو خصيمٌ مبينٌ } أي مجادل في الخصومة مبين للحجة ، يريد بذلك أنه صار بعد أن لم يكن شيئاً خصيماً مبيناً ، فاحتمل ذلك أمرين : أحدهما : أن ينبهه بذلك على نعمه عليه . الثاني : أن يدله بذلك على إحياء الموتى كما ابتدأه بعد أن لم يكن شيئاً . ٧٨قوله عز وجل : { وضَرب لنا مثلاً ونَسي خلقه } وهو من قدمنا ذكره ويحتمل وجهين : أحدهما : أي ترك خلقه أن يستدل به . الثاني : سها عن الاعتبار به . { قال مَن يُحْيِ العظَامَ وهي رَميمٌ } استبعاداً أن يعود خلقاً جديداً . فأمر اللّه نبيه ( صلى اللّه عليه وسلم ) أن يجيبه بما فيه دليل لأولي الألباب . ٧٩{ قل يحييها الذي أنشأها أول مَرَّة } أي من قدر عل إنشائها أول مرة من غير شيءٍ فهو قادرعلى إعادتها في النشأة الثانية من شيء . { وهو بكل خَلقٍ عليم } أي كيف يبدىء وكيف يعيد . قوله عز وجل : { الذي جَعَلَ لكم مِنَ الشجر الأخضر ناراً } الآية أي الذي جعل النار المحرقة في الشجر الرطب المَطفي وجمع بينهما مع ما فيهما من المضادة ، لأن النار تأكل الحطب ، وأقدركم على استخراجها هو القادر على إعادة الموتى وجمع الرفات . ويحتمل ذلك منه وجهين : أحدهما : أن ينبه اللّه تعالى بذلك على قدرته التي لا يعجزها شيء . الثاني : أن يدل بها على إحياء الموتى كما أحييت النار بالإذكاء . قال الكلبي : كل الشجر يقدح منه النار إلا العناب . وحكى أبو جعفر السمرقندي عن أحمد بن معاذ النحوي في ٨٠قوله تعالى { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر } يعني به إبراهيم ، { ناراً } أي نوراً يعني محمداً ( صلى اللّه عليه وسلم ) . { فإذا أنتم منه توقِدون } أي تقتبسون الدين . ٨١أو ليس الذي . . . . . ٨٢قوله عز وجل : { إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون } فيه وجهان : أحدهما : معناه أن يأمر فيوجد . الثاني : ما قاله قتادة أنه ليس شيء أخف في الكلام من { كن } ولا أهون على لسان العرب من ذلك ، فجعله اللّه تعالى مثلاُ لأمره في السرعة . ٨٣{ فسبحان الذي بيده ملكوت كلِّ شيءٍ } فيه وجهان : أحدهما : خزائن كل شيء . الثاني : ملك كل شيء إلا أن فيه مبالغة . { وإليه ترجعون } يعني يوم القيامة ، فيجازي المحسن ويعاقب المسيء . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { إن لكل شيءٍ قلْباً وإنَّ قلْبَ القرآن يس ، ومن قرأها في ليلة أعطي يُسْر تلك الليلة ، ومن قرأها في يوم أعطي يُسْرَ ذلك اليوم ، وإنّ أهل الجنة يرفع عنهم القرآن فلا يقرأون منه شيئاً إلا طه ويس } . |
﴿ ٠ ﴾