١٠

قوله عز وجل : { إلا من خَطِفَ الخطفَة } فيه تأويلان :

أحدهما : إلا من استرق السمع ، قاله سعيد بن جبير ، مأخوذ من الاختطاف وهو الاستلاب بسرعة ، ومنه سمي الخطاف .

الثاني : من وثب الوثبة ، قاله علي بن عيسى . { فأتبعه شهابٌ ثاقب } فيه وجهان :

أحدهما : أنه الشعلة من النار .

الثاني : أنه النجم .

وفي الثاقب ستة أوجه :

أحدها : أنه الذي يثقب ، قاله زيد الرقاشي .

الثاني : أنه المضيء ، قاله الضحاك .

الثالث : أنه الماضي ، حكاه ابن عيسى .

الرابع : أنه العالي ، قاله الفراء .

الخامس : أنه المحرق ، قاله السدي .

السادس : أنه المستوقد ، من قولهم : اثقب زندك أي استوقد نارك ، قاله زيد بن أسلم والأخفش ، وأنشد قول الشاعر :

بينما المرء شهابٌ ثاقب

ضَرَبَ الدَّهر سناه فخمد

و { إلا } ها هنا بمعنى لكن عند سيبويه . وقيل : إن الشهاب يحرقهم ليندفعوا عن استراق السمع ولا يموتون منه .

﴿ ١٠