٢٨

قوله عز وجل : { إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين } وفي تأويل ذلك قولان :

أحدهما : قاله الإنس للجن . قاله قتادة .

الثاني : قاله الضعفاء للذين استكبروا ، قاله ابن عباس .

وفي قوله : { تأتوننا عن اليمين } ثمانية تأويلات :

أحدها : تقهروننا بالقوة ، قاله ابن عباس ، واليمين القوة ، ومنه قول الشاعر :

اذا ما رايةٌ رفعت لمجدٍ

تَلقاها عَرابةُ باليمين

أي بالقوة والقدرة .

الثاني : يعني من قبل ميامنكم ، قاله ابن خصيف .

الثالث : من قبل الخير فتصدوننا عنه وتمنعوننا منه ، قاله الحسن .

الرابع : من حيث نأمنكم ، قاله عكرمة .

الخامس : من قبل الدين أنه معكم ، وهو معنى قول الكلبي .

السادس : من قبل النصيحة واليمين ، والعرب تتيمن بما جاء عن اليمين ويجعلونه من دلائل الخير ويسمونه السانح ، وتتطير بما جاء عن الشمال ويجعلونه من دلائل الشر ويسمونه البارح ، وهو معنى قول عليّ بن عيسى .

السابع : من قبل الحق أنه معكم ، قاله مجاهد .

الثامن : من قبل الأموال ترغبون فيها أنها تنال بما تدعون إليه فتتبعون عليه ، وهو معنى قول الحسن .

﴿ ٢٨