٥٠

قوله عز وجل : { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } يعني أهل الجنة كما يسأل أهل النار .

{ قال قائلٌ منهم } يعني من أهل الجنة .

{ إني كان لي قرين } يعني في الدنيا ، وفيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه الشيطان كان يغويه فلا يطيعه ، قاله مجاهد .

الثاني : شريك له كان يدعوه إلى الكفر فلا يجيبه ، قاله ابن عباس .

الثالث : أنهما اللذان في سورة الكهف { واضرب لهم مثلاً رجلين } إلى آخر قصتهما ، فقال المؤمن منهما في الجنة للكافر في النار .

{ يقول أئنك لمن المصدقين } يعني بالبعث .

{ أئذا مِتْنَا وكُنَّا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون } فيه تأويلان :

أحدهما : لمحاسبون ، قاله مجاهد وقتادة والسدي .

الثاني : لمجازون ، قاله ابن عباس ومحمد بن كعب من قوله : كما تدين تدان .

قوله عز وجل : { قال هل أنتم مطلعون } وهذا قول صاحب القرين للملائكة وقيل لأهل الجنة ، هل أنتم مطلعون يعني في النار . يحتمل ذلك وجهين :

أحدهما : لاستخباره عن جواز الاطلاع .

الثاني : لمعاينة القرين .

{ فاطّلَعَ } يعني في النار . { فرآه } يعني قرينه { في سواءِ الجحيم } قال ابن عباس في وسط الجحيم ، وإنما سمي الوسط سواءً لاستواء المسافة فيه إلى الجوانب قال قتادة : فواللّه لولا أن اللّه عَرّفه إياه ما كان ليعرفه ، لقد تغير حبْرُهُ وسبرُه يعني حسنه وتخطيطه .

قوله عز وجل : { قال تاللّه إن كِدْتَ لتُرْدين } هذا قول المؤمن في الجنة لقرينه في النار ، وفيه وجهان :

أحدهما : لتهلكني لو أطعتك ، قاله السدي .

الثاني : لتباعدني من اللّه تعالى ، قاله يحيى .

{ ولولا نعمة ربي } يعني بالإيمان { لكنت من المحْضَرين } يعني في النار ، لأن أحضر لا يستعمل مطلقاً إلا في الشر .

﴿ ٥٠