٢٩

قوله عز وجل : { ضرب اللّه مثلاً رجلاً } يعني الكافر .

{ فيه شركاء } أي يعبد أوثاناً شتى .

{ متشاكسون } فيه أربعة أوجه :

أحدها : متنازعون ، قاله قتادة .

الثاني : مختلفون ، قاله ابن زياد .

الثالث : متعاسرون .

الرابع : متظالمون مأخوذ من قولهم : شكسني مالي أي ظلمني .

{ ورَجُلاً سَلَماً لرجُلٍ } يعني المؤمن سلماً لرجل أي مخلصاً لرجل ، يعني أنه بإيمانه يعبد إلهاً واحداً .

{ هل يستويان مثلاً } أي هل يستوي حال العابد للّه وحده وحال من يعبد آلهة غيره ؟ فضرب لهما مثلاً بالعبدين اللذين يكون أحدهما لشركاء متشاكسين ، لا يقدر أن يوفي كل واحد منهم حق خدمته ، ويكون الآخر لسيد واحد يقدر أن يوفيه حق خدمته .

{ الحمد للّه } يحتمل وجهين :

أحدهما : على احتجاجه بالمثل الذي خَصم به المشركين .

الثاني : على هدايته التي أعان بها المؤمنين .

{ بل أكثرهم لا يعلمون } يحتمل وجهين :

أحدهما : لا يعلمون المثل المضروب .

الثاني : لا يعلمون بأن اللّه هو الإله المعبود .

﴿ ٢٩