٢٣

ذلك الذي يبشر . . . . .

قوله عز وجل : { قُل لاَّ أسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } فيه خمسة أوجه :

أحدها : معناه ألا تؤذوني في نفسي لقرابتي منكم ، وهذا لقريش خاصة لأنه

لم يكن بطن من قريش إلا بينهم وبين رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) قرابة ، قاله ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، وأبو مالك .

الثاني : معناه إلا أن تؤدوا قرابتي ، وهذا قول علي بن الحسين وعمرو بن شعيب والسدي . وروى مقسم عن ابن عباس قال : سمع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) سيئاً فخطب فقال للأنصار { أَلَمْ تَكُونُواْ أَذِلاَّءَ فَأعِزَّكُمُ اللّه بِي ؟ أَلَمْ تَكُونُوا ضُلاَّلاً فَهَداَكُمْ اللّه بِي ؟ أَلَمْ تَكُونُوا خأَئِفِينَ فَأَمَّنَكُمُ اللّه بِي ؟ أَلاَ تَردُواْ عَلَيَّ } فقالواْ : بم نجيبك ؟ فقال تَقُولُونَ : { أَلَمْ يَطْرُدْكَ قَوْمُكَ فَآوَيَنَاكَ ؟ أَلَمْ يُكَذِّبْكَ قَومَكَ فَصَدَّقْنَاكَ ؟ } فعد عليهم ، قال : فجثوا على ركبهم وقالواْ : أنفسنا وأموالنا لك {. فنزلت { قُل لاَّ أَسْأَلَكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } .

الثالث : معناه إلا أن توادوني وتؤازروني كما توادون وتؤازرون قرابتكم ، قاله ابن زيد .

الرابع : معناه إلا أن تتوددوا وتتقربوا إلى اللّه بالطاعة والعمل الصالح ، قاله الحسن ، وقتادة .

الخامس : معناه إلا أن تودوا قرابتكم وتصلوا أرحامكم ، قاله عبد اللّه بن القاسم .

{ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنةً } أي يكتسب ، وأصل القرف الكسب

. { نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً } أي نضاعف له بالحسنة عشراً

. { إِنَّ اللّه غَفُورٌ شَكُورٌ } فيه وجهان

: أحدهما : غفور للذنوب ، شكور للحسنات ، قاله قتادة .

الثاني : غفور لذنوب آل رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، شكور لحسناتهم ، قاله السدي .

﴿ ٢٣