٩

قوله عز وجل : { وَتُعَزِّرُوهُ } فيه ثلاثة أوجه

 أحدها : تطيعوه ، قاله بعض أهل اللغة .

الثاني : تعظموه ، قاله الحسن والكلبي .

الثالث : تنصروه وتمنعوا منه ، ومنه التعزير في الحدود لأنه مانع ، قاله القطامي :

ألا بكرت مي بغير سفاهة

تعاتب والمودود ينفعه العزر

وفي { وَتُوَقِّرُوهُ } وجهان

: أحدهما : تسودوه ، قاله السدي .

الثاني : أن تأويله مختلف بحسب اختلافهم فيمن أشير إليه بهذا الذكر : فمنهم من قال أن المراد بقوله : { وَتُعَزِّرُوهُ وَتَوَقِّرُوهُ } أي تعزروا اللّه وتوقروه لأن قوله : { وَتُسَبِّحُوهُ } راجع إلى اللّه وكذلك ما تقدمه ، فعلى هذا يكون تأويل قوله : { وَتُوَقِّرُوهُ } أي تثبتوا له صحة الربوبية وتنفوا عنه أن يكون له ولد أو شريك

. ومنهم من قال : المراد به رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) أن يعزروه ويوقروه لأنه قد تقدم ذكرها ، فجاز أن يكون بعض الكلام راجعاً إلى اللّه وبعضه راجعاً إلى رسوله ، قاله الضحاك . فعلى هذا يكون تأويل { تُوَقِّرُوهُ } أي تدعوه بالرسالة والنبوة لا بالاسم والكنية .

{ وتُسَبِّحُوهُ } فيه وجهان

: أحدهما : تسبيحه بالتنزيه له من كل قبيح .

الثاني : هو فعل الصلاة التي فيها التسبيح .

{ بُكْرَةً وَأصِيلاً } أي غدوة وعشياً . قال الشاعر :

لعمري لأنت البيت أكرم أهله

وأجلس في أفيائه بالأصائل

﴿ ٩