سورة الحجرات

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

يا أيها الذين . . . . .

قوله عز وجل : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ اللّه وَرَسُولِهِ } فيه خمسة أقاويل :

أحدها : أن ناساً كانوا يقولون : لو أنزل فيَّ كذا ، لو أنزل فيَّ كذا ، فنزلت هذه الآية ، قاله قتادة .

الثاني : أنهم نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه ، قاله ابن عباس .

الثالث : معناه ألا يقتاتوا على اللّه ورسوله ، حتى يقضي اللّه على لسان رسوله ، قاله مجاهد .

الرابع : أنها نزلت في قوم ضحوا قبل أن يصلوا مع رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، فأمرهم أن يعيدوا الذبح ، قاله الحسن .

الخامس : لا تقدموا أعمال الطاعات قبل وقتها الذي أمر به اللّه تعالى ورسوله ، قال الزجاج .

وسبب نزولها ما حكاه الضحاك عن ابن عباس أن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) أنفذ أربعة وعشرين رجلاً من أصحابه إلى بني عامر فقتلوهم إلا ثلاثة تأخروا عنهم فسلموا وانكفئوا إلى المدينة فلقوا رجلين من بني سليم فسألوهما عن نسبهما فقالا : من بني عامر فقتلوهما ، فجاء بنو سليم إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) وقالوا : إن بيننا وبينك عهداً وقد قتل منا رجلان فوداهما رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) بمائة بعير ونزلت عليه هذه الآية في قتلة الرجلين .

{ وَاتَّقُواْ اللّه } يعني في التقدم المنهي عنه

. { إِنَّ اللّه سَمِيعٌ } لقولكم { عَلِيمٌ } بفعلكم

.

﴿ ١