٢

قوله عز وجل : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَرْفَعُواْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوتِ النَّبِّيِ } قيل إن رجلين من الصحابة تماريا عنده فارتفعت أصوتهما ، فنزلت هذه الآية ، فقال أبو بكر رضي اللّه عنه عند ذلك : والذي بعثك بالحق لا أكلمك بعدها إلا كأخي السرار .

{ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ } فيه وجهان

: أحدهما : أنه الجهر بالصوت . روي أن ثابت بن قيس بن شماس قال : يا نبي اللّه واللّه لقد خشيت أن أكون قد هلكت ، نهانا اللّه عن الجهر بالقول وأنا امرؤ جهير الصوت ، فقال النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { يَا ثَابِتَ أَمَأ تَرْضَى أَن تَعِيشَ حَمِيداً وتُقْتَلَ شَهِيداً وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ } فعاش حميداً وقتل شهيداً يوم مسيلمة .

الثاني : أن النهي عن هذا الجهر هو المنع من دعائه باسمه أو كنيته كما يدعو

بعضهم بعضاً بالاسم والكنية ، وهو معنى قوله { كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ } ، ولكنْ دعاؤه بالنبوة والرسالة كما قال تعالى { لاَ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُم بَعْضاً } " [ النور : ٦٣ ] .

{ أن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ } فيه وجهان :

أحدهما : أن معناه فتحبط أعمالكم .

الثاني : لئلا تحبط أعمالكم .

{ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } بحبط أعمالكم

.

﴿ ٢