٤

قوله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ الْحُجُرَاتِ } الآية . اختلف في سبب نزولها ، فروى معمر عن قتادة أن رجلا جاء إلى النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) فناداه من وراء الحجرة : يا محمد ، إن مدحي زين وشتمي شين ، فخرج النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) فقال : { وَيْلُكَ ذَاكَ اللّه ، ذَاكَ اللّه } فأنزل اللّه هذه الآية ، فهذا قول . وروى زيد بن أرقم قال : أتى ناس النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) فقالوا : انطلقوا بنا إلى هذا الرجل ، فإن يكن نبياً فنحن أسعد الناس باتباعه وإن يكن ملكاً نعش في جنابه ، فأتوا النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) فجعلوا ينادونه ، وهو في

حجرته يا محمد ، فأنزل اللّه هذه الآية . قيل : إنهم كانوا من بني تميم . قال مقاتل : كانوا تسعة نفر : قيس بن عاصم ، والزبرقان بن بدر ، والأقرع بن حابس ، وسويد بن هشام ، وخالد بن مالك ، وعطاء بن حابس ، والقعقاع بن معبد ، ووكيع بن وكيع ، وعيينة بن حصن .

وفي قوله : { أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } وجهان :

أحدهما : لا يعلمون ، فعبر عن العلم بالعقل لأنه من نتائجه ، قاله ابن بحر .

الثاني : لا يعقلون أفعال العقلاء لتهورهم وقلة أناتهم ، وهو محتمل .

والحجرات جمع حجر ؛ والحجر جمع حجرة

﴿ ٤