سورة المجادلة

مدنية في قول الجميع إلا رواية عن عطاء أن العشر الأول منها مدني وباقيها مكي . وقال الكلبي : نزل جميعها بالمدينة غير

قوله تعالى : { وما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم } نزلت بمكة .

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

قوله تعالى : { قد سمع اللّه قول التي تجادلك في زوجها } وهي خولة بنت ثعلبة ، وقيل بنت خويلد ، وليس هذا بمختلف لأن أحدهما أبوها والآخر جدها ، فنسبت إلى كل واحد منهما . وزوجها أوس بن الصامت . قال عروة : وكان امرأً به لمم فأصابه بعض لممه فظاهر من امرأته ، فأتت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) تستفتيه في ذلك .

{ وتشتكي إلى اللّه } فيه وجهان :

أحدهما : تستغيث باللّه .

والثاني : تسترحم اللّه . وروى الحسن أنها قالت : يا رسول اللّه قد نسخ اللّه سنن الجاهلية وإن زوجي

ظاهر مني ، فقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { ما أوحي إليّ في هذا شيء } فقالت : يا رسول اللّه أوحي إليك في كل شيء وطوي عنك هذا ؟ فقال : { هو ما قلت لك } فقالت : إلى اللّه أشكو لا إلى رسوله ، فأنزل اللّه تعالى : { قد سمع اللّه قول التي تجادلك } الآية . وقرأ ابن مسعود : { قَد سَّمِعَ } .

قالت عائشة : تبارك اللّه الذي أوعى سمعه كل شيء ، سمع كلام خولة بنت ثعلبة وأنا في ناحية البيت ما أسمع بعض ما تقول ، وهي تقول : يا رسول اللّه أكل شبابي وانقطع ولدي ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني ظاهر مني اللّهم إني أشكو إليك ، فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية .

{ واللّه يسمع تحاوركما إن اللّه سميع بصير } والمحاورة مراجعة الكلام ، قال عنترة :

لو كان يدري ما المحاورة اشتكى

ولكان لو علم الكلام مكلمي .

{ الذين يظاهرون منكم من نسائهم } الظهار قول الرجل لامرأته

. أنت عليّ كظهر أمي ، سمي ظهاراً لأنه قصد تحريم ظهرها عليه ، وقيل : لأنه قد جعلها عليه كظهر أمه ، وقد كان في الجاهلية طلاقاً ثلاثاً لا رجعة فيه ولا إباحة بعده فنسخه اللّه إلى ما استقر عليه الشرع من وجوب الكفارة فيه بالعود .

﴿ ١