٨

{ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم } يعني بالمهاجرين من هاجر عن وطنه من المسليمن إلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) في دار هجرته وهي المدينة خوفاً من أذى قومه ورغبة في نصرة نبيّه فهم المقدمون في الإسلام على جميع أهله .

{ يبتغون فضلاً من اللّه ورضواناً } يعني فضلاً من عطاء اللّه في الدنيا ، ورضواناً من ثوابه في الآخرة .

ويحتمل وجهاً ثانياً : أن الفضل الكفاية ، والرضوان القناعة .

وروى علي بن رباح اللخمي أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقال : من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومن أراد أن يسأل عن الفقة فليأت معاذ بن جبل ، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإن اللّه تعالى جعلني خازناً وقاسماً ، إني بادىء بأزواج النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) فمعطيهن ، ثم بالمهاجرين الأولين أنا وأصحابي أخرجنا من مكة من ديارنا وأموالنا .

قال قتادة : لأنهم اختاروا اللّه ورسوله ( صلى اللّه عليه وسلم ) على ما كانت من شدة ، حتى ذكر لنا أن الرجل كان يعصب على بطنه الحجر ليقيم صلبه من الجوع ، وكان الرجل يتخذ الحفيرة في الشتاء ما له دثار غيرها .

﴿ ٨