سورة الممتحنة

مدنية في قول الجميع

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

يا أيها الذين . . . . .

قوله تعالى : { يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } سبب نزولها أن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) لما أرد التوجه إلى مكة أظهر أنه يريد خيبر ، وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة أن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) خارج إليهم وأرسل مع امرأة ذكر

أنها سارة مولاة لبني عبد المطلب ، فأخبر النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) بذلك ، فأنفذ علياً وأبا مرثد ، وقيل عمر بن الخطاب ، وقيل الزبير رضي اللّه عنهم ، وقال لهما ، اذهبا إلى روضة خاخ فإنكم ستلقون بها امرأة معها كتاب فخذاه وعودا ، فأتيا الموضع فوجداها والكتاب معها ، فأخذاه وعادا ، فإذا هو كتاب حاطب فقال عمر : ائذن لي يا رسول اللّه أضرب عنقه فقد خان اللّه ورسوله فقال ( صلى اللّه عليه وسلم ) قد شهد بدراً ، فقالوا : بلى ولكنه قد نكث وظاهر أعداءك عليك ، فقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) فلعل اللّه قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم إني بما تعملون خبير . ففاضت عينا عمر وقال : اللّه ورسوله أعلم [ ثم قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) لحاطب ] ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : يا رسول اللّه كنت امرأ مصلقاً من قريش وكان لي بها مال فكتبت إليهم بذلك ، واللّه يا رسول اللّه إني لمؤمن باللّه ورسوله ، فقال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) صدق حاطب فلا تقولوا له إلآ خيراً . فنزلت هذه الآية والتي بعدها .

وفي قوله تعالى : { تسرون إليهم بالمودة } وجهان :

أحدهما : تعلمونهم سراً أن بينكم وبينهم مودة .

الثاني : تعلمونهم سراً بأحوال النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) بمودة بينكم وبينهم .

﴿ ١