٩

{ يومَ يَجْمَعُكم ليومِ الجمْعِ } يعني يوم القيامة ، ومن تسميته بذلك وجهان :

أحدهما : لأنه يجمع فيه بين كل نبي وأمته .

الثاني : لأنه يجمع فيه بين الظالمين والمظلومين .

ويحتمل ثالثاً : لأنه يجمع فيه بين ثواب أهل الطاعة وعقاب أهل المعاصي .

{ ذلك يومُ التغابُنِ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه من أسماء يوم القيامة ، ومنه قول الشاعر :

وما أَرْتجي بالعيش من دارِ فُرْقةٍ

ألا إنما الراحاتُ يوم التغابنِ

الثاني : لأنه غبن فيه أهل الجنة أهل النار ، قال الشاعر :

لعمرك ما شيءٌ يفوتُك نيلُه

بغبْنٍ ولكنْ في العقول التغابنُ

الثالث : لأنه يوم غَبَنَ فيه المظلومُ الظالمَ ، لأن المظلوم كان في الدنيا مغبوناً فصار في الآخرة غابناً .

ويحتمل رابعاً : لأنه اليوم الذي أخفاه اللّه عن خَلْقه ، والغبن الإخفاء ومنه الغبن في البيع لاستخفائه ، ولذلك قيل مَغابِن الجسد لما خفي منه .

﴿ ٩